أخبار

هل سنتذكر في الجنة ما مر بنا في الدنيا من مواقف حزينة ومؤلمة؟

ملعقة من بذور الكتان تحميك من خطر الإصابة بأمراض القلب

مع الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة.. كيف تقي نفسك ضربة الشمس؟

مع ارتفاع درجة الحرارة احرص على هذه العبادة الرائعة.. سقي الماء

ما الذي يسبب حصوات الكلى وهل تحتاج لعملية جراحية؟

دعاء عظيم في زمن الفتن والحروب

أنا فتاة متدينة وفعلت جرمًا عظيمًا ثم أصبت بمرض شديد.. هل هذه عقوبة من الله؟

اللاءات التسعة في سورة ”الكهف.. تعرف عليها لتصحيح منهج حياتك والفوز بالجنة

الدعاء عندما يشتد بك البلاء وتقع عليك المصيبة

"وعلى ربهم يتوكلون".. اجعلها ذخرًا لك حتى الموت

الخضر بين القرآن والأساطير.. ماهي حقيقته وهل يعيش بيننا؟

بقلم | أنس محمد | الاحد 21 فبراير 2021 - 09:42 ص



نسجت شخصية الخضر الكثير من الأساطير التي يتناولها الناس حتى يومنا هذا، من خلال بعض الروايات المكذوبة التي جاءت في الأثر والسنة النبوية المطهرة، بالرغم من الوصف الدقيق الذي وصفه القرآن الكريم في سورة الكهف، لشخصية الخضر بأنه كان عبدا من عبادنا أوتي من العلم، وجاء لهدف محدد هو تعليم نبي الله موسى، كما قال الله تعالى: "فوجدا عبدًا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علمًا قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدًا قال إنك لن تستطيع معي صبرًا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرًا".

إلا أن بعض الناس بالغ في وصف شخصية الخضر، و يقولون عن الخضر، إنه عاش بعد موسى إلى زمن عيسى ثم زمن محمد عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين وأنه يعيش الآن بيننا، وسيعيش إلى يوم القيامة. وتنسج حوله القصص والروايات والأساطير بأنه قابل فلانًا، وألبس فلانًا خرقة، وأعطى فلانًا عهدًا... إلى آخر ما يقصون وينسجون من أقاويل ما أنزل الله بها من سلطان.

وليس هناك دليل قط على أن الخضر حي أو موجود - كما يزعم الزاعمون - بل على العكس، هناك أدلة من القرآن والسنة والمعقول وإجماع المحققين من الأمة على أن الخضر ليس حيًا.

وذكر ابن القيم في كتاب "المنار المنيف في الحديث الصحيح والضعيف" الضوابط والأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته، وكلها كذب، ولا يصح في حياته حديث واحد . فحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان في المسجد، فسمع كلامًا من ورائه، فذهبوا ينظرون فإذا هو الخضر.


وحديث: يلتقي الخضر والياس كل عام وحديث: يجتمع بعرفة جبريل وميكائيل والخضر. وسُئل إبراهيم الحربي عن تعمير الخضر وأنه باق، فقل: ما ألقى هذا بين الناس إلا شيطان. وسُئل الإمام البخاري عن الخضر والياس هل هما أحياء؟ فقال: كيف يكون هذا؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يبقى على رأس مائة سنة ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد" (رواه الشيخان)، وسُئل عن ذلك كثير غيرهما من الأئمة فقالوا، مستدلين بالقرآن: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} (الأنبياء:34).

وسُئل عن الخضر شيخ السلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ، فقال: "لو كان الخضر حيًا لوجب عليه أن يأتي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويجاهد بين يديه ويتعلم منه، وقد كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم بدر: "اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض"، وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا معروفين بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم، فأين كان الخضر حينئذ؟ فالقرآن، والسنة، وكلام المحققين من علماء الأمة ينفي حياة الخضر كما يقولون.

والقرآن يقول: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} فالخضر إن كان بشرًا فلن يكون خالدًا، حيث ينفي ذلك القرآن الكريم والسنة المطهرة؛ فإنه لو كان موجودًا لجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "والله لو كان موسى حيًا ما وسعه إلا أن يتبعني" (رواه أحمد عن جابر بن عبد الله) فإن كان الخضر نبيًا، فليس هو بأفضل من موسى، وإن كان وليًا فليس أفضل من أبي بكر.

فما الحكمة في أن يبقى طيلة هذه المدة - كما يزعم الزاعمون - في الصحراء والجبال؟ ما الفائدة من هذا؟ ليس هناك فائدة شرعية ولا عقلية من وراء هذا، إنما يميل الناس دائمًا إلى الغرائب والعجائب والقصص والأساطير، ويصورونها تصويرًا من عند أنفسهم ومن صنع خيالهم، ثم يضفون عليها ثوبًا دينيًا.

روايات وأساطير


ومن بين ما جاء منسوبا للسنة في رواية متداولة في كتب التراث الإسلامي، منها "البداية والنهاية" لابن كثير ، حين توفّي النبي صلى الله عليه وسلم، وبينما اجتمع الناس في بيته قُبَيْل دفنه، إذا بصوتٍ ينادي ولا يشاهد الحاضرون صاحبَه، معزيّاً الحاضرين ويعظهم، فارتبك الناس، فطمأنهم عليُّ بن أبي طالب وقال: إن الصوت الذي يسمعونه هو صوت "الخضْر".

ويؤمن الكثير من الناس وخاصة من المتصوّفة بصدق الرواية، رغم عدم ثبوتها، معتبرين أن العبد الصالح الذي ذكر القرآن أن الله أرسله لنبيّه موسى ليعلّمه ويعطيه درساً في التواضع، ظلّ باقياً حتى بعثة محمد، بل حيَّاً إلى يومنا ولن يموت حتى يوم القيامة، في استثناء لقوانين الموت والحياة، ليظهر للصالحين فيعظهم ويُنقذهم من المهالك، ويباركهم، بل ويبشّر البعض منهم بالمُلك، كعمر بن عبد العزيز، ثم يختفي.

وذكر ابن حجر العسقلاني في كتابه "الزهر النضر في حال الخضر" أن النبي خرج في ليلةٍ ومعه الصحابي أنس ابن مالك، وبينما يمشيان سمعا صوت رجلٍ يقول:

"اللهم ارزقني شوق الصالحين إلى ما شوّقتهم إليه"، فردَّ النبي على صاحب الصوت: "لو أضاف أختها إليه؟"، فردَّ الرجل: "اللهم تعينني بما ينجيني مما خوّفتني منه"، فقال النبي: "وجبت وربّ الكعبة"، وطلب من أنس الذهاب للرجل ويطلب منه أن يدعو له (النبي) بالعون على تبليغ رسالته، وأن تصدّقه أمته.

ذهب أنس لمكان الصوت فوجد رجلاً، وأبلغه بما طلب النبي، فسأل الرجل أنس عن اسمه، فرفض الردّ عليه، فرفض الرجل أن يدعوا للنبي، فعاد أنس لمحمد وأخبره، فأمره أن يخبر الرجل عن هويته، ففعل ذلك أنس، وحينها قال له الرجل: مرحباً برسول رسول الله، ودعا له، وقال: اقرأه مني السلام، وقل له: أنا أخوك الخضر، وأنا كنت أحقّ أن آتيك.

وفي روايةٍ أخرى ردّ الرجل (الخضر) على النبي من خلال أنس وقال: إن الله فضّلك على الأنبياء مثلما فضّل به رمضان على الشهور، وفضّل أمتك على الأمم مثل ما فضّل يوم الجمعة على سائر الأيام.

ومن حكاياته مع الصحابة أن الخليفة عمر بن الخطاب كان في المسجد ويستعدّ لإمامة المصلّين لصلاة الجنازة على ميتٍ، فإذا برجلٍ ينادي، يطلب منه عدم البدء، فانتظر عمر حتى جاء الرجل وانتظم في صفوف الصلاة، فبدأ عمر، وحينها قال الرجل: "إن تعذِّبه فقد عصاك وإن تغفر له فإنه فقير إلى رحمتك". ولما دُفن الميت قال الرجل مجهول الهويّة: "طوبى لك يا صاحب القبر وإن لم تكن عريفاً أو جابياً أو خازناً أو كاتباً أو شرطيّاً".

وهنا طلب عمر الإتيان بالرجل إليه، ليسأله عن أحواله وكلامه، فاختفى الرجل، ووجد الناس أثر قدمه على الأرض بطول ذراع، فقال عمر: "هذا والله الخضر الذي حدّثنا عنه النبي"، حسبما جاء في كتاب "الجنائز" لابن شاهين.

رجل صالح في القرآن


بدأت حكاية موسى مع الخضر عليهما السلام : ( حينما كان موسى عليه الصلاة والسلام يخطب يوماً في بني إسرائيل، فقام أحدهم سائلاً: هل على وجه الأرض أعلم منك؟ فقال موسى: لا، إتكاءً على ظنه أنه لا أحد أعلم منه، فعتب الله عليه في ذلك، لماذا لم يكل العلم إلى الله، وقال له: إنَّ لي عبداً أعلم منك وإنَّه في مجمع البحرين،.. ) البخاري

فمدار القصة كلها على العلم ، وليس أي علم ..بل هو من نوع خاص دقيق.

قال تعالى ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا …فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ) الكهف : 60 ، 65 .

ذكرت الآيات صفات القائد المعلم الخضر – عليه السلام – في مطلع القصة منوهة إلى استحقاقها للتأمل والتدبر :

– العبودية ( عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا ) : وتعني الانكسار والخضوع الكامل لله سبحانه والتواضع له ، مع يقين جازم به وإيمان قطعي راسخ . وهي من مفاتيح المعارف وبدونها لا قيمة لأي علم.

– الرحمة ( آتَيْنَاهُ رَحْمَةً ): وهي وإن كانت تعني هنا : النبوة .. لكنها تلقي بظلال جميلة في شأن الرفق بالناس والرأفة بالمتعلمين .( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) الأنبياء : 107 .

– العلم (وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ) أي : معرفة دقيقة عميقة لا يسبر غورها إلا من رعاه الله وتولاه .فقد آتى الله الخضرعلما لدنيّا أهلّه لأن يعلّم أنبياء من أولى العزم من الرسل ( موسى عليه السلام ) .


وهذا حال المعلم القدوة القائد مهتم دائما بقضايا الآخرين ومصالحهم ويقدمها على مصلحته ، ويعيش مع الناس ويحمل همومهم .. وهو كذلك عزيز النفس عفيفها له هيبة العلماء وكبريائهم


فالمعلم الناجح المتميز لا بد له من هذه الركائز حتى يكون مؤثرا قائدا وقدوة في مجاله وتخصصه :

– الانكسار لله والتواضع له مهما بلغ من العلم وترقى في الدرجات المعرفية .. ولا يعجب بعلمه وفهمه و يظن أنه بلغ غاية المنتهى . بل ينسب الأمور دائما لله ويشكره على فضله .

 – الرحمة بالمتلقين والمتعلمين والرفق بطلبة العلم ..فمع خروج موسى – عليه السلام – عن الشرط الذي التزم به مع الخضر

( قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا ) الكهف 70 . إلا أن الخضر كان يكتفي بالتذكير فحسب (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ) 72 . وقد قال النبي الكريم – عليه السلام -” مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ إِلا زَانَهُ ، وَلا نُزِعَ مِنْ شَيْءٍ إِلا شَانَهُ ” . البخاري ومسلم

– المعرفة الدقيقة بمجال التخصص والحرص الشديد على الاستزادة من العلوم ، وتنمية القدرات والمواهب ..وأن يكون قارئا نهما حتى يظل في المقدمة دوما ويستحق أن يقود الناس ويحركهم نحو الهدف المراد . فالمعلم القدوة لا يكرر نفسه وعلومه ويبقى يراوح مكانه دون تطور نحو المعالي .


الكلمات المفتاحية

سيدنا الخضر قصة الرجل الصالح في القرآن سورة الكهف موسى والخضر

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled نسجت شخصية الخضر الكثير من الأساطير التي يتناولها الناس حتى يومنا هذا، من خلال بعض الروايات المكذوبة التي جاءت في الأثر والسنة النبوية المطهرة، بالرغم