تقوية الصلة مع الله أمر يسعي إليه العباد في مشارق الأرض ومغاربها وهو أمر ليس سهلا أو مستحيلا ,إنما تنبع سهولته إذ يسره الله   الله سبحانه وتعالي عبر إتباع أوامره واجتناب نواهيه والحرص علي طاعته عليه وتكمن الصعوبة في قيام العبد بارتكاب المعاصي والموبقات وهنا تصير المهمة شديدة الصعوبة

، من المهم الإشارة إلي أن تقوية الصلة بالله تأتي الإكثار من أداء النوافل  والتحلّي بمحاسن الأخلاق، والبعد عن مساوئها، وقيام الليل والإكثار من الصدقات وفعل الخيرات والعطف علي الفقراء والايتام وكلها طاعات توثق بين العبد وربه وتجعل المحبة مستمرة بينهما .

الإكثارمن النوافل يقوي صلتك بربك

وفي هذا السياق  روى البخاري عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله  عليه وسلم سلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: وما تقرب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنّه.

إذاكانت العلاقات تتوثق بين العباد عبر الإكثار من مظاهر والمودة والمحبة ولكن الأمر يبدو مختلفا مع الله حيث يظل الرب محبا لعبده مهما ارتكب من الموبقات حيث يبقي الله باب التوبة مفتوحا ، فالله هو الرحمن والرحيم والرءوف بالخلائق، لذلك نهُمّ بعد كلّ تقصير إليه، فهو الملجأ و المأوى الذي لا نأمن إلا به، نرغب دوماً بقربه، وحُجّة أشغال الدنيا تكون المبرر الوحيد للإهمال،

اظهار أخبار متعلقة

ومن الثابت أن أحد  لن يتمكن أحد من توثيق صلاته بالله   مادامت أولوياته تقتصرعلى الاهتمام بالشئون الدنيوية  والأكل، والاستجمام؛ وجمع المال أي أن متاع الحياة الدنيا يبدو الشغل الشاغل للعبد وهنا تتضرر علاقاته بشدة وتصعب مهمة توثيق علاقة العبد بربه

القرب من خالقنا وتوثيق الصلة به ليس بالأمر الصعب بل هو متاح ومرغوب فيه لما لهذا الأمر من تداعيات إيجابية علي قلب كل مسلم وهذا الأمر مرتبط بتحقيق العديد من الطاعات منها الإكثار من قراءة القرآن، الصلاة، الدعاء، التحلّي بالأخلاق التي حثّ عليها دين الإسلام، وفعل كلّ ما يصبّ في ميزان الخير.

البعدعن المعاصي يوثق علاقتك بالله

ومن وسائل توثيق الصلة بين العبد وربه كذلك البعد عن أسباب المعاصي باعتباره من وسائل تأمين حب الله لعبده ، كون الله تعالي يريدنا أن  نكون معه في كلّ خطواتنا وأعمالنا وفي كلّ أحاديثنا، فلنتذكره سعينا في الأرض لاكتساب الرزق  وعظم الغيظ عن الغضب وأن نمتنع عن الوقوع في الغيبة والنميمة ، وان نبتعد عن اي ارتباط بين الرزق والحرام باعتبار ان الرزق الحلال  التفاني في العمل واتقانه يقرب من الله ويعظم الصلة بين العبد وربه  

وقد بين  الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام في فأحد أحاديثه فضل هذا  عندما قال: "إنّ الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".

اقرأ أيضا:

الأدلة على أن النبي يردّ السلام على من يُسلم عليه!

وفي نفس السياق علينا ان نتقرب إلي الله ونوثق الصلاة به عبر التمسك بالاخلاق الحميدة في التعامل وان يكون العبد هينا لينا دمث الأخلاق باعتبار ذلك من وسائل جني  الثمار من الله ونكسب ودّ الناس ودعائهم لنا في ظهر الغيب الذي يجعلنا دوما في راحة و اطمئنان، بالإضافة إلى الصدق والأمانة، والوفاء بالوعود والعهود و العديد من الأفعال التي نقوّي صلتنا بالله وتوثيق علاقاتنا بربنا