ومن علامات صحة علاقتك بوالدتك هو تمام نضجك ونموك النفسي، بمرورك بمرحلة الإنفصال النفسي، وهو ضرورى لا رفاهية فيه، وما يبدو من رسالتك ومشكلتك أنه لم يحدث لا عندك ولا عند والدتك، فأنت لم تذكري أن والدتك رافضة للأمر أو تستنكره أو أي شيء من هذا القبيل، فلو أن والدتك مرت بهذا النضج لما وافقتك أبدًا، إذ أن انفصالك عنها هو من سنة الحياة، وعلى الرغم من ألمه إلا أن النضج يجعل الأمهات والآباء أيضًا يتقبلونه وبل يستعدون له قبل حدوثه، ولو من باب أنهم مروا به من قبل، فوالدتك استقلت وانفصلت عن أهلها بالزواج وإنجابك، وهكذا، وقد أصبح الدور عليك لتفعلي كما فعلت وبكل بساطة.
لابد أن تقاومي هذا "التعلق المرضي" بوالدتك يا عزيزتي، لا تستجيبي لضغوطه، ورتبي لوالدتك معها وضعًا آمنًا مريحًا ليس من ضمنه إقامتها معك، لتكن قريبة منك في مكان السكن، رتبي مع خطيبك الأمر بحيث تتواجدين معها مثلًا في عطلة نهاية الأسبوع، والإجازات، وتزورينها يوميًا أو يومًا بعد يوم، وتشركين بعضًا من أقاربكم في إشعارها بالونس، والرعاية، والحب، وشجعيها على إعادة التواصل مع صديقاتها، أو معارفها، وصنع دوائر من العلاقات والاهتمامات التي تشغلها وتملأ حياتها التي ستكونين أنت جزءًا منها، وهكذا، ووافقي خطيبك فهو محق في رفضه.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.
اقرأ أيضا:
ماذا تفعل عندما يتعامل ابنك المراهق معك بـ"وقاحة"؟اقرأ أيضا:
7 قواعد تكسب بها الآخر أثناء الخلاف في الرأي