"لقد وقعت في الفخ.. وقبّلت زميلتي في العمل.. لكني رجعت وندمت على ما فعلت، فهل لي من كفارة؟".. ربما هناك من يقع في مثل هذا الخطأ، لكن قليلين هم من يبحث عن التوبة والمغفرة، فمهما كان الذنب، بادر بأن تبحث عن سبب للتوبة والعودة والإنابة إلى الله عز وجل.. أما صاحب السؤال فبالتأكيد لك كفارة.
يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: «وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ» (هود 114)، ويروى أن سبب نزول هذه الآية هو عندما ذهب رجل للرسول يسأله عن كيفية تكفيره لإصابته قبلة من امرأة، فنزلت هذه الآيات تؤكد على أنه بالصلاة ترفع السيئات وتتبدل إلى حسنات.. إذن على من وقع في إثم ما أو مثل هذا أن يلجأ إلى الله عز وجل بالصلاة سواء كان في الليل أو بالنهار.. أيما الوقت فإن الله موجود ويغفر الذنوب للجميع سبحانه وتعالى.
بالصلاة تغفر الذنوب
عزيزي المسلم، بالصلاة تغفر الذنوب لاشك، أما وأن الله عز وجل حدد طرفي النهار فقد حددها العلماء بوقتي الفجر والمغرب، وبعض الوقت من الليل، وأما المقصود بقوله تعالى: (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) (هود: من الآية114)، فالمراد بالحسنات في قول أكثر أهل العلم الصلوات الخمس، وقيل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، لكن أهل العلماء أجازوا أن يكون تكفير الذنب كما يكون بما ذكر من فعل واحدة من الصلوات الخمس يكون بغير ذلك أيضاً، ففي الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود وغيرهما عن أبي بكر رضي الله عنه أنه سمع النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم قال: «ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له».
اقرأ أيضا:
هل تجب البسملة عند قراءة القرآن وفي الصلاة؟كيف يغفر الله لك كل ذنوبك؟
فقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى أن الخشوع في الصلاة وحسن الوضوء والركوع واجتناب الكبائر يعد من مكفرات الذنوب ، فعن سيدنا عثمان ابن عفان رضي الله قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤتَ كبيرة، وذلك الدهر كله»، والأعمال الصالحة، من صلاة وزكاة وصيام وحج وغيرها، سبب لنيل مغفرة الذنوب مما دون الشرك، قال تعالى يوضح ذلك: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ» (النساء:48، 116).