من الصفات التي يحبها الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام أن يكون المسلم صبورا لا يغضب سريعا يحتمل أذى الناس ويصبر على معاملاتهم السيئة ولا يتعجل في الرد.
لاشك أن المسلم مثل كل الناس يتعرض لما يحزنه في هذا الزمان سواء عن عمد أو سهو وفي هذه المواقف يلزمه التعامل بحكمة وأن يتحلى بالصبر ولا يسيء الأدب ويكظم غيظه ما استطاع و لا يتفعل على أتفه الأشياء.
كظم الغيظ من صفات الصالحين:
إن مما يتحلى به الصالحون صفة كظم الغيظ واحتمال أذى الغير ابتغاء وجه الله لا سيما إن كان قادرا على الرد وأخذ حقه بطريقة مماثلة.
وكظم الغيظ معناه أن يحبس الغضب، أي عدم إظهاره على الجوارح بسَبٍّ، أو ضرب، ونحوهما، وقد جاء في الحديث: مَنْ كَظَمَ غَيْظًا، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ الْحُورِ شَاءَ. رواه أحمد والترمذي وحسنه.
وقد ورد في تفسير قوله تعالى: (والكاظمين الغيظ) أي : لا يعملون غضبهم في الناس ، بل يكفون عنهم شرهم ، ويحتسبون ذلك عند الله عز وجل .
كيف أكظم غيظي:
وهناك بعض الطرق والوسائل التي تعين المسلم على احتمال الأذى التي يتعرض له ومنها:
-مجاهدة نفسك على حبس غضبك، والتمرن على ذلك، كما جاء في الحديث: إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، مَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ. أخرجه الطبراني وغيره وحسنه الألباني.
-معرفة ثواب الكاظمين الغيظ وأنهم بذلك ترتقي منزلتهم عند الله.
التعرف على ما أعده الله للكاظمين الغيظ نت اوعد من مثل قوله تعالى وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.. إلى قوله تعالى: أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ"
معرفة أن سرعة الغضب من الشيطان وتعرض لكثير من المخاطر التي تخسر بها دينك وأخلاقك لأن الغضب من الشيطان قال رجل : يا رسول الله ، أوصني . قال : " لا تغضب " . قال الرجل: ففكرت حين قال صلى الله عليه وسلم ما قال ، فإذا الغضب يجمع الشر كله، وكان أبو ذر قائما فجلس ، ثم اضطجع ، فقيل له : يا أبا ذر ، لم جلست ثم اضطجعت ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا : " إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع " .
-الدعاء والابتهال لله تعالى أن يصبرك ويلهمك حسن التصرف في المواقف الصعبة وتكون من الكاظمين الغيظ.
ثواب كظم الغيظ:
إن الله تعالي بين لنا أجر الصابرين وجزاء من تحمل ألم الصبر، يصبرون لله رب العالمين وهم قادرون على الرد، وقادرون على رد العدوان بالعدوان، بل إنه قد أبيح لهم ذلك، ولكن الله رقى حالهم، وجعل الصبر أحلى وأعلى «وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا» خاطبوهم بالجهل بشأنهم وما هم عليه، أو بالجهالة عليهم والتطاول في الخطاب، إلا أنهم لا يواجهونهم إلا بالسلام، فالقول السلام يشمل الفعل السلام، فهم- رحمة بهم- يحلمون عليهم، وكأنهم يسدون عليهم موارد الفساد، وكأنهم يسدون عليهم موارد النزاع والخصام، قد جاء وفي الحديث: مَنْ كَظَمَ غَيْظًا، وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ مِنْ أَيِّ الْحُورِ شَاءَ. رواه أحمد والترمذي وحسنه.