من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أن يعجل الصائم فطره ويؤخر سحوره على أن هناك من يفهم تعجيل الفطر بصورة خاطئة وهو أن يترك صلاة المغرب ويظل يأكل وهذا ليس المراد . معنى تعجيل الفطر:
ومعنى تعجيل الفطر التي جاءت به السنة أن يعجّل الإنسان الفطر ، وهذا الذي تدل عليه الأحاديث فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قَالَ لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ ) رواه البخاري، فالذي ينبغي المبادرة إلى الإفطار على لقيمات يسكن بها جوعه ثم يقوم إلى الصلاة، ثم إن شاء عاد إلى الطعام حتى يقضي حاجته منه، وهذا كان فعل النبي عليه الصلاة والسلام ، فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى رُطَبَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيْرَاتٌ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تُمَيْرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ ) رواه الترمذي.
قال المباركفوري في شرحه للحديث : وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى كَمَالِ الْمُبَالَغَةِ فِي اِسْتِحْبَابِ تَعْجِيلِ الْفِطْرِ .
النوم قبل صلاة المغرب:
وإن كنا نذكر بأن
تعجيل الفطر أفضل على الهيئة التي ذكرت فإن من نان قبل صلاة المغرب فلا حرج عليه فالصائم إذا نام ولم يفطر وقت الغروب فإن صيامه صحيح ولا يلزمه شيء، لأن الإفطار عند الغروب ليس شرطا في صحة الصيام، وإنما السنة التعجيل بالفطر، ويكره تعمد تأخير الإفطار إلى ما بعد غروب الشمس.
جاء في الموسوعة الفقهية: ... ويكره كتأخير الإفطار للصّائم بعد غروب الشّمس، إذ السّنّة في الإفطار التّعجيل.
وهذه الكراهة لا تشمل النائم لأنه أثناء نومه مرفوع عنه القلم، وإذا استيقظ بعد العشاء فليفطر، كما يجب عليه أن يصلي المغرب ثم يصلي العشاء لقوله صلى الله عليه وسلم : ِذَا رَقَدَ أَحَدُكُمْ عَنْ الصَّلَاةِ أَوْ غَفَلَ عَنْهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ أَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرَى. رواه مسلم..
حكمة تعجيل الفطر:
وقد ذكر العلماء عدةَ حِكَم لاستحباب تعجيل الفطر ، فمنها :
1- مخالفة اليهود والنصارى، ذلك أن تأخير الفطر ليس فيه ثواب، بل الأفضل والأكمل في الثواب هو
تعجيل الفطر بعد غروب الشمس مباشرة فقد روى البخاري عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ)، عن أَبي هُرَيْرَة وفيه : ( لأَنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ) . حسنه الألباني في صحيح أبي داود .
2- اتباع السنة وموافقتها .
3- أَنْ لا يُزَادَ فِي النَّهَار مِنْ اللَّيْل .
4- أَنَّهُ أَرْفَقُ بِالصَّائِمِ ، وَأَقْوَى لَهُ عَلَى الْعِبَادَة .
5- ولما فيه من المبادرة إلى تناول ما أحله الله عز وجل ، والله سبحانه وتعالى كريم، والكريم يحب أن يتمتع الناس بكرمه ، فيحب من عباده أن يبادروا بما أحل الله لهم من حين أن تغرب الشمس .
"وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ مَحَلَّ ذَلِكَ إِذَا تَحَقَّقَ غُرُوبُ الشَّمْس بِالرُّؤْيَةِ أَوْ بِإِخْبَارِ عَدْلَيْنِ, وَكَذَا عَدْلٍ وَاحِد فِي الأَرْجَح" قاله الحافظ.