أخبار

هل فكرت يومًا أن تكون في هذه السعادة أمام جميع الخلائق؟!

من أراد راحة البال وطمأنينة القلب فليتعامل مع الله بهذه الطريقة الرائعة

مستوى أهلي المرتفع ماديًا يجعل العرسان يهربون.. ما العمل؟

أفضل ما تدعو به ليرزقك الله توبة نصوحًا

ثق واطمئن..الله يزرقنا ما نحتاج ولا يعطينا ما نتمنى

النبي أخبر ابن عباس بذهاب بصره قبل موته.. لن تتخيل السبب؟!

"هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين".. إذ اشتد الكرب هان.. ومع الضيق يأتي الفرج (الشعراوي)

يقولون المرأة وراء كل مصيبة ويستدلون بأن حواء هي التى أغوت آدم.. فما الصواب؟

٣ وصفات مجربة لإزالة الهم والغم والحزن وتفريج الكروب.. يكشفها عمرو خالد

عبيدة بن الحارث.. ماذا تعرف عن أول شهداء بدر؟

أمرنا الله أن نحمده.. فماذا يقول أهل الجنة عند رؤية النعيم في الآخرة؟ (الشعراوي يجيب)

بقلم | فريق التحرير | الجمعة 23 يوليو 2021 - 12:03 م

{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 34]


يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي:


هذا قَوْل المؤمنين ساعة يتمتعون بنعيم الجنة، فهم لا ينسوْنَ المنعِمَ سبحانه، فيحمدونه أولاً على أنْ شَرَع لهم المنهج الذي أوصلهم إلى هذا النعيم، ويحمدونه على أنْ نجَّاهم وأنقذهم من الكفر وهداهم إلى الإيمان. إذن: هذا حمد مركب.

وكلمة { ٱلْحَمْدُ للَّهِ } [فاطر: 34] هي آخر ما يقوله المنعَّمون في الآخرة، كما قال تعالى: { وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [يونس: 10].

ومن لُطف الله بعباده وعَطْفه عليهم يُعلِّمهم كيف يحمدونه سبحانه، ويُعلِّمهم هذه الكلمة الموجزة المكوّنة من مبتدأ وخبر: الحمد لله، ذلك لأن الناس مختلفون في القدرة على الأداء البياني والتعبير البليغ، فواحد بليغ قادر على صياغة الأسلوب الجميل وتنميق العبارات، وآخر لا يجيد شيئاً من هذا؛ لذلك علَّمنا الله تعالى كيف نحمده بلفظ سهل ميسور يتساوى فيه الجميع.

صيغة الحمد 


لذلك جاء في مناجاة رسول الله لربه: ".. لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيتَ على نفسك ". وقلنا: إن كلمة (الحمد لله) تستوجب سلسلةً لا تنتهي من الحمد، فحين تقول على النعمة: الحمد لله. فهذه الكلمة في ذاتها نعمة تستوجب الحمد، وتستحق الحمد، وهكذا يظل الحق سبحانه محموداً، ويظل العبد حامداً إلى ما لا نهاية.

وقوله سبحانه { ٱلَّذِيۤ أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ } [فاطر: 34] هذه نعمة ثالثة تستحق الحمد، فالحمد أولاً على النعم، وثانياً على أنك حمدتَ الله على نعمه، وثالثاً تحمد الله الذي أذهب عنك الحزن، والحَزَن كل ما يُحزِنك أو يغمُّك، أو هو استدامة الحزن في الإنسان.

فالإنسان يسعد بالنعيم في الدنيا ويُسَرُّ به، لكن يُنغِّصه عليه مخافة زواله، فيعيش مهموماً حزيناً، يخاف أنْ تفوته النعمةُ أو يفوتها هو بالموت، أما في الآخرة فلا يفكر المرء في شيء من هذا أبداً، فقد ذهب هذا الفكر مع ذهاب الدنيا، والجزاء في الآخرة باقٍ دائم، لا يفوتك ولا تفوته.

وقولهم: { إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } [فاطر: 34] كأنهم يتهمون أنفسهم بالتقصير، وأنهم ما أدَّوا حق الله كما ينبغي، وأن ما هم فيه من النعيم ما هو إلا لأن ربهم غفور يتجاوز عن تقصيرهم، وشكور يشكر لهم العمل الصالح بعد أنْ وفَّقهم له وأعانهم عليه.

ثم يذكر الحق سبحانه إقرارهم بما وهبهم الله من نعيم، فيقول: { الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} [فاطر: 35]

اقرأ أيضا:

"هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين".. إذ اشتد الكرب هان.. ومع الضيق يأتي الفرج (الشعراوي)

الجنة دار المقامة 


معنى: { أَحَلَّنَا } [فاطر: 35] أدخلنا وجعلها محلاً لنا { دَارَ ٱلْمُقَامَةِ } [فاطر: 35] أي: الإقامة الدائمة والمراد الجنة، فالجنة دار إقامة دائمة. أما الدنيا فما هي إلا معبر إلى الآخرة، ولا تُسمَّى دار إقامة. وهذه الجنة جعلها الله محلاً لهم ليس بأعمالهم، إنما بفضل من الله وتكرُّم، حتى إنْ كان لك عمل صالح فهو راجع إلى تشريع الله لك. إذن: كله يعود إلى فضل الله.

وقولهم: { وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا } [فاطر: 35] أي: في الجنة { نَصَبٌ } [فاطر: 35] أى: تعب ومشقة { وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ } [فاطر: 35] يعني: إعياء وفتور نتيجة التعب من حركات الأجهزة. والإنسان مِنَّا في سعيه في الدنيا يتعرض لكثير من المشاق، حتى أننا نقول يضرب في الأرض يعني: يسعى فكأنها عملية مرهقة شاقة يعود الإنسان منها مُتْعباً مُنْهكاً، هذا هو اللُّغُوب إلى أنْ ترتاح منه وتستجم، وتعود لك قوتك ونشاطك للعمل من جديد.

ومن هذا المعنى قوله تعالى: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ } [ق: 38].

وقال بعضهم: النَّصَب: تعب الجوارح. واللغوب: تعب الصدور، ويُراد به الهم الذي يشغل بال الإنسان.

وهذا المعنى قال فيه شوقي رحمه الله:
لَيْسَ بِحِمْلٍ مَا أطَاقَ الظهْرُ مَا الحِمْلُ إلاَّ مَا وَعَاهُ الصَّدْرُ
والإمام على رضي الله عنه لما سُئِل عن أشدِّ جنود الله في الأرض، قال: الهَمّ. فإنْ تسلط على إنسان أقلقه وأقضَّ مضجعه؛ لذلك قالوا: والهمّ يغلب النوم، فكان أشد منه، وما يزال الهم بالإنسان حتى يصير نحيلاً بعد البدانة، كما قال المتنبي:
والهَمُّ يغتنم الجَسِيمَ نَحَافَةً ويُشِيبُ نَاصِيةَ الصَّبِيِّ ويُهرِمُ
بعد أنْ حدَّثنا الحق سبحانه وتعالى عن أهل الإيمان المصطفين من عباده، وعن جزائهم في جنات عدن لتستبشر النفس، وتتفتح إلى بشارات الأتقياء يذكر سبحانه ما يقابل ذلك من نذارات الأغبياء، وذِكْر المقابل يزيد المعنى وضوحاً، وهو سِمَة من سمات الأسلوب القرآني، كما في قوله تعالى: { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ }[الانفطار: 13-14].

وقوله سبحانه: { فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } [التوبة: 82].

كذلك هنا يقول سبحانه: { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ... }.




الكلمات المفتاحية

وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الشيخ محمد متولي الشعراوي صيغة الحمد الجنة دار المقامة فماذا يقول أهل الجنة عند رؤية النعيم في الآخرة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 34]