كان النبي صلى الله عليه وسلم يستشير حتى المرأة فتشير عليه بالشيء فيأخذ به. وقال عمر بن الخطاب: "الرأي الفرد كالخيط السحيل، والرأيان كالخيطين المبرمين، والثلاثة مرار لا يكاد ينتقض".
عجائب وغرائب المشورة:
1-استشار زياد بن عبيد الله الحارثي عبيد الله بن عمر في أخيه أبي بكر أن يوليه القضاء، فأشار عليه به، فبعث إلى أبي بكر فامتنع عليه، فبعث زياد إلى عبيد الله يستعين به على أبي بكر، فقال أبو بكر لعبيد الله: أنشدك بالله أترى لي أن ألي القضاء؟ قال: اللهم لا. قال زياد: سبحان الله.. استشرتك فأشرت علي به ثم أسمعك تنهاه؟! قال: أيها الأمير، استشرتني فاجتهدت لك رأيي ونصحتك، واستشارني فاجتهدت له رأيي ونصحته. 2- كان نصر بن مالك على شرطة أبي مسلم الخراساني، فلما جاءه إذن أبي جعفر في القدوم عليه استشاره فنهاه عن ذلك وقال: لا آمنه عليك. قال له أبو جعفر لما صار إليه: استشارك أبو مسلم في القدوم علي فنهيته؟ قال نعم: قال وكيف ذاك؟ قال: سمعت أخاك إبراهيم الإمام يحدث عن أبيه محمد بن علي قال:«لا يزال الرجل يزاد في رأيه ما نصح لمن استشاره» وكنت له كذلك وأنا اليوم لك كما كنت له. 3- قال معاوية: «لقد كنت ألقى الرجل من العرب أعلم أن في قلبه عليّ حقدا فأستشيره، فيثير إليّ منه بقدر ما يجده في نفسه فلا يزال يوسعني شتما وأوسعه حلما حتى يرجع صديقا أستعين به فيعينني وأستنجده فينجدني» . 4- وجاءت الحكمة : "لا تشاور صاحب حاجة يريد قضاءها ولا جائعا ولا حاقن بول"، وقالوا «لا رأي لحاقن ولا لحازق» وهو الذي ضغطه الخف «ولا لحاقب» وهو الذي يجد ألما في بطنه. وقالوا أيضا: لا تشاور من لا دقيق عنده. 5- وكان بعض ملوك العجم إذا شاور مرازبته - ولاته أو أمراءه- فقصروا في الرأي دعا الموكلين بأرزاقهم فعاقبهم، فيقولون: تخطىء مرازبتك وتعاقبنا! فيقول نعم، إنهم لم يخطئوا إلا لتعلق قلوبهم بأرزاقهم وإذا اهتموا أخطأوا. 6- وكان يقال: إن النفس إذا أحرزت قوتها ورزقها اطمأنت.