تتوالى علامات الساعة وأشراطها في الظهور .. وهذه العلامات تدل على قرب يوم القيامة، قال الله تعالى: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا}(محمد:18).
وأشراط الساعة علاماتها التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الصحيحة، والساعة كما قال ابن الأثير: "الوقت الذي تقوم فيه القيامة، وقد سُمِّيَت بذلك لسرعة الحساب فيها، أو لأنها تفاجئ الناس في ساعة فيموت الخلق كلهم بصيحة واحدة". وقال ابن منظور: "قال الزجاج: معنى الساعة في كل القرآن الوقت الذي تقوم فيه القيامة".
ولقد أخبر الله تعالى في القرآن منذ نزوله بان الساعة وقوعها قريب حتى يتهيأ كل منا لآخرته قال ربنا في كتابه: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ}(القمر:1).
وقت وقوع يوم القيامة:
لم يعلم الله تعالى أحدا عن موعد قيام الساعة وادخر علمه بها، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}(لقمان:34)، وقال صلى الله عليه وسلم، وهو سيد البشر لجبريل ـ عليه السلام ـ حين سأله عن الساعة فقال: (ما المسئول عنها بأعلم من السائل)". وقال عز وجل: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ}(الأعراف:187).
وبهذا فإن علم الساعة من الأمور الغيبة التي لا يتوصل إليها بخبر أو نصى ولا يعتمد في تحديها على قول بشر أيا كانت مكانته عند ربه.
علامات قيام الساعة:
ولما أخفى الله تعالى علم الساعة ولم يخبر به أحد.. اكتفى جلت حكته وقدرته على جعل علامات تدل على قرب وقوعها، قال الله تعالى: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا}.
ومن علامات الساعة بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة، لأنه خَاتَمُ الرُّسُلِ الذي أكمل الله تعالى به الدين، وأقام به الْحُجَّةَ على العالمين، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم بأمارات الساعة وأشراطها، وَأَبَانَ عَنْ ذلك وَأَوْضَحَه بِمَا لَمْ يُؤْتَهُ نَبِيٌّ قَبْلَه".
أنواع علامات قيام الساعة:
هناك قسمان لعلامات قيام الساعة علامات الساعة الصغرى، وهي التي تقْدم الساعة ـ في الغالب ـ بأزمان طويلة، ومنها ما وقع وانقضى ولن يتكرر وقوعه ـ مثل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فهي من علامات الساعة ـ، ومنها ما وقع وانقضى - وقد يتكرر وقوعه -، ومنها ما ظهر ولا يزال يظهر ويتتابع، ومنها ما لم يقع إلى الآن، ولكنه سيقع كما أخبر نبينا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، وقد يظهر بعضها مصاحبًا للأشـراط الكبرى أو بعدها.
وعلامات أو أشراط الساعة الصغرى كما ذكرتها الأمانة العلمية لإسلام ويب كثيرة، منها: قبض العلم وظهور الجهل، وضياع الأمانة، وشرب الخمر، وكثرة القتل، وشهادة الزور وكتمان شهادة الحق، والتطاول في البنيان، وظهور النساء الكاسيات العاريات، وكثرة الفتن، وتمني الموت لشدة البلاء، وغير ذلك مما جاء في الأحاديث النبوية الصحيحة.
علامات الساعة الكبرى :
وهذه العلامات بينها النبي في أحاديثه الصحيحة وهي تلك الأمور العِظام التي تظهر قرب قيام الساعة، مثل: خروج الدجال، ونزول عيسى عليه السلام، وإخراج الله تعالى دابة من الأرض تميز المؤمن من الكافر، وطلوع الشمس من مغربها وغير ذلك.
فوئد معرفة العلامات:
إن لمعرفة علامات قيام الساعة فوائد جليلة فبها يتحقق ركن من أركان الإيمان الستة، وهو الإيمان باليوم الآخر، باعتبار أن أشراط الساعة من مقدماته، أيضا يحدث بمعرفتها الاتعاظ والاعتبار، والرجوع والتوبة إلى الله عز وجل، يقول القرطبي في "التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة": "قال العلماء رحمهم الله تعالى: والحكمة في تقديم الأشراط ودلالة الناس عليها: تنبيه الناس من رقدتهم، وحثهم على الاحتياط لأنفسهم بالتوبة والإنابة، كي لا يباغَتوا بالحول بينهم وبين تدارك العوارض منهم، فينبغي للناس أن يكونوا بعد ظهور أشراط الساعة قد نظروا لأنفسهم، وانقطعوا عن الدنيا، واستعدوا للساعة الموعود بها. والله أعلم.