أخبار

ما حكم التصرف في مال الأم المصابة بالزهايمر؟

دراسة: شرب الشاي والقهوة مفيد لمرضى الروماتيزم

انتبه.. 4 أطعمة "صحية" تحرمك من فقدان الوزن

"آن كان ابنَ عَمَّتِكَ؟".. تعرف على قصة الكلمة التي أغضبت رسول الله

سؤال محير عن سرقة "القرامطة" للحجر الأسود.. هذه إجابته

قلب المؤمن ليس كقلب غيره.. ما علامة ذلك؟

الإيمان قول وعمل واعتقاد.. وهذا هو الدليل

تحول العافية وفجاءة النقمة.. البلاء الذي استعاذ منه النبي

١١ وسيلة تحببك فى الطاعة وتكرهك فى المعصية.. احرص عليها

قيمتك بأخلاقك وقيم ما تدين به.. فماذا هي قيمتهم وقيمهم؟

قبل أن ترتمي في أحضان الشيطان.. من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه

بقلم | أنس محمد | الثلاثاء 01 اكتوبر 2024 - 08:51 ص


 

يظن أحدنا أنه حينما يلتحف بصداقة بعض الناس من أصحاب المال أو السلطة، فقد يجد من الأمن والأمان ما يقوي شوكته، ويرضي غروره، باعتبار أن هذه الصداقة هي مصدر قوته التي يستمد منها كبرياءه، ولكنه يفاجأ في بعض المواقف مع صديقه هذا حينما تتقاطع المصالح بينهما، بأنه خنجرا في ظهره، غير عابئ بانتمائه له، وحبه الشديد، الذي اندفع به ليقتدي بصديقه في كل شيئ سواء كان محرما أو حلالا، ووقتها يجد نفسه عاريا من كل شيئ بعد أن تخلى عنه من عصى الله حبا فيه.

لن ينفعك غير عملك

لذلك جعل الله سبحانه وتعالى الهداية هي الشيئ الوحيد الذي يصب في مصلحة صاحبه، فالهداية غير مقرونة بأحد، ولا من أحد، بل هي سعي شخصي من الإنسان لنفسه لا لغيره، فلا أحد يستطيع أن ينفع أحدا بهدايته، ولا أن يصره بضلاله.

وفي هذا يقول الله سبحانه وتعالى في سورة "الإسراء": ﴿ مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾.

ورد عند القرطبي أن قوله تعالى : " مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا " قال بن عباس : نزلت هذه الأية الكريمة في الوليد بن المغيرة حينما قال لأهل مكة : إتّبعونِ واكفروا بمحمد وعَلَيَّ أوزاركم فنزلت هذه الآية لتعلن أن الوليد هذا لا يحمل آثامكم ولا أوزاركم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فعليها.

وكأن الله يقول سبحانه وتعالى إن من استقام على طريق الحقّ فاتبعه، وذلك دين الله الذي ابتعث به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم عليه وسلم (فإِنَّمَا يهتَدِي لِنَفسِهِ) يقول: فليس ينفع بلزومه الاستقامة، وإيمانه بالله ورسوله غير نفسه (وَمَنْ ضَلَّ) يقول: ومن جار عن قصد السبيل، فأخذ على غير هدى، وكفر بالله وبمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به من عند الله من الحقّ، فليس يضرّ بضلاله وجوره عن الهدى غير نفسه، لأنه يوجب لها بذلك غضب الله وأليم عذابه.

( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) : ولا تحمل حاملة حمل أخرى غيرها من الآثام. وقال ( وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) لأن معناها: ولا تزر نفس وازرة وزر نفس أخرى ، كما قال تعالى وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ وكأن معنى الكلام: ولا تأثم آثمة إثم أخرى، ولكن على كل نفس إثمها دون إثم غيرها من الأنفس.

اقرأ أيضا:

الإيمان قول وعمل واعتقاد.. وهذا هو الدليل

ولا منافاة بين هذا وبين قوله تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ} [سورة العنكبوت: 13]، وقوله تعالى: {وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} [سورة النحل: 25].

فإن الدعاة عليهم إثم إضلالهم في أنفسهم وإثم آخر؛ بسبب ما أضلوا من أضلوا من غير أن ينقص من أوزار أولئك ولا يحملوا عنهم شيئًا وهذا من عدل الله ورحمته بعباده.

وقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}: هي إخبار عن عدله تعالى وأنه لا يعذب أحدًا إلا بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسول إليه كما قال تعالى {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ} [سورة الملك: 8-9] .

 طلب الهداية واجب على كل مسلم

فالبحث عن طريق الهداية يجب أن يكون غاية وهدف كل مسلم، لأن عواقب السيئات يتحملها فاعلها وحده، و لا تتم محاسبة أحد على ذنوب ومعاصي ارتكبها غيره.

كما أن هذا البيان المعجز والصريح يشير بوضوح إلى حرية العقيدة، وأنه لا إكراه في الدين، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وأن الإنسان لن يحاسب إلا بعد أن يبلغه البيان، ولكل أمة رسول يقدم بين يديه الحجج والبراهين على صدق دعواه، فقد حرم الحق سبحانه وتعالى الظلم على نفسه، وجعله بين الناس محرما، قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل جلاله أنه قال: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا..) رواه مسلم عن أبي ذر جندب بن جنادة رضي الله عنه.

 حرية كاملة، وبيان واضح وصريح، ولم يبق إلا تحديد المواقف، وإعلان الإرادات، فللإنسان بعد العلم والبيان الحرية في أن يهتدي أو يضل، يؤمن أو أن يكفر، وليكن الإنسان على ثقة تامة بأنه لن يحاسب ولن يجازى أو يعاقب إلا على فعل كان يستطيع أن يفعله ولم يفعله، أو على معصية كان يستطيع أن يمتنع عنها فلم يفعل، وذلك لأن الله تعالى ليس بظلَّام للعبيد، وأنه سبحانه رغم علمه بما يجترحه عبده من معاصٍ، بل حتى ما ينتوي عمله من هذه المعاصي، إلا أنه سبحانه لعدله المطلق، وللعهد الذي أخذه على نفسه بتحريم الظلم على نفسه، فإنه لا يحكم بعلمه بل بالدليل والبرهان، وهذا من مقتضى العدل الإلهي الذي قامت عليه السماوات والأرض.

كما أن الله سبحانه وتعالى لا يستفيد من عبادتنا شيئ، فقد قال تعالى في الحديث القدسي: "يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخْيَط إذا أدخل البحر" رواه مسلم.

اقرأ أيضا:

تحول العافية وفجاءة النقمة.. البلاء الذي استعاذ منه النبي

 


الكلمات المفتاحية

من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه هل تنفعنا بهدايتك ما يفعل الله بعذابكم حرية العبادة حرية الاختيار الوليد بن المغيرة

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled يظن أحدنا أنه حينما يلتحف بصداقة بعض الناس من أصحاب المال أو السلطة، فقد يجد من الأمن والأمان ما يقوي شوكته، ويرضي غروره، باعتبار أن هذه الصداقة هي مص