للأسف من يعرض نفسه للفكر المستمر، قد يضيع على نفسه الوقت في لا شيء، حتى أنه يضيع عن نفسه ذكر الله عز وجل، وهناك المقولة الشهيرة التي تقول بأن أحدهم قال للهدهد وكان طائرًا عظيمًا كبير الحجم: سيهزمك يومًا الفكر، فلبث الهدهد في انتظار الفكر الذي سيهزمه حتى وصل إلى ما وصل إليه الآن، من حجم ضعيف جدًا، وبغض النظر عن صحتها إلا أن معناها صحيح مئة بالمئة، لأنه لا يمكن لإنسان أن يجلس يفكر في أي شيء لا فائدة منه، ويصل لنتيجة، بل على الإنسان أن يلجأ إلى الله، ويوقن في مقدراته وحكمته، وأن يعلم يقينًا أن حال المؤمن هكذا دائمًا خير، فعن أبي يحيى صهيب بن سنان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له».
اليقين في الله
وليعلم كل مسلم أن اليقين في الله عز وجل هو أهم خطوات المسلم نحو حياة لا يشوبها شائبة، إذ يروى أن سيدنا عبدالله ابن عمرو ابن العاص، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول في رجل إنه من أهل الجنة، وكل يوم يأتي هذا الرجل ويذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل الجنة، فما كان من عبدالله ابن عمرو إلا ذهب إلى هذا الرجل، وطلب أن يبيت عنده، عله يرى ما الذي يفعله لكي يعتبره النبي صلى الله عليه وسلم من أجل الجنة، فلم ير أكثر مما يفعل هو، فاستغرب، وقرر أن يسأله، فأجابه الرجل، بأنه ينام كل ليلة وليس في قلبه مثقال ذرة من ضغينة لأحد، وبغض النظر عن صحة القصة، إلا أن المعنى من ورائها عظيم جدًا، لأن يقين المسلم في الله عز وجل مفتاح لكل أبواب الجنة، ومفتاح لراحة البال دون شك.
هنا الراحة
أيضًا ليوقن كل مسلم في أن راحة البال لاشك في ذكر الله عز وجل، لأنه من استمر في الذكر رفع الله عنه أي فكر سلبي يخرجه من تركيزه في عمله أو مذاكرته أو أي أمور حياته، فراحة البال لاشك في ذكر اللَّه، كما الله عز وجل: « الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ » (الرعد: 28)، وبالتالي حنما تدرك أن الدنيا دار ابتلاء، وحتمًا سيحدث ما يحزنك ويقلقك أو يخيفك، وحتما قد يظلمك البعض، وقد تعتريك مشكلات متعددة في رحلة حياتك، قد تصاب في صحتك، ويتمكن المرض منك، وستعاني من أمراض القلوب، وهذه الأمراض لا طبيب ولا دواء لها سوى أن تهذب نفسك من هذه الأمراض، وتلجأ إلى الله ليداويَك منها، هنا تيقين أن الذكر والدعاء أفضل علاج للحصول على راحة البال، قال سبحانه: « وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى » (طه: 124).
اقرأ أيضا:
ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء