ورد سواء إلى دار الإفتاء المصرية من رجل يقول، إنه كان مريضًا بمرض صدري (السل) وبرأ منه، ويخشى أن يتزوج فتعلم زوجته بعد مدة بمرضه فتطلق منه بحكم القانون، كما يخشى أن ينجب أطفالًا يرثون منه هذا المرض، ويسأل حول حكم الشريعة في اصطحابه فتاة يقضي معها أوقاتًا للترفيه، أي للاستمتاع الخارجي، وهل يكون وزر ذلك معادلًا لوزر الزنا، أم يُقبِل على الزواج رغم مرضه؟
وأجاب الشيخ حسن مأمون، مفتي الديار المصرية الأسبق، قائلاً:
إننا مع شعورنا بحرج مركز السائل فإننا لا نوافقه مطلقًا على أن يصطحب فتاة أجنبية عنه ويقضي معها لذته على الطريقة التي لا ينجب منها أطفالًا؛ لأن معاشرة الأجنبية والاختلاط معها وتقبيلها وضمَّها وكذلك الاستمتاع الخارجي الذي أشار إليه كل ذلك حرام قطعًا، ولا يجوز لمسلم متمسك بدينه أن يلجأ إليه مهما كانت الدواعي والبواعث، ولا يعتبر المرض عذرًا يبيح ارتكاب ما حرمه الله الذي لا يقل إثمًا عن وزر الزنا؛ فإن اللمس بشهوة وكذلك التقبيل والاستمتاع الخارجي حرام كالزنا.
ونشير على السائل وقد شفي من مرضه بأن يعرض نفسه على الطبيب المختص فإن أشار عليه بالزواج تزوج، وإن أشار عليه بالامتناع عن الزواج صرف نفسه عن شهوة النساء وكبح جماح شهواته، وطريق ذلك أن لا يكثر من التفكير في ذلك، وأن يبتعد عن المثيرات، وأن يشغل نفسه بعمله ويقضي وقت فراغه في مزاولة بعض الألعاب الرياضية التي يتحملها بدون إرهاق، وفي القراءة والتسلية بجميع وسائل التسلية غير المحرمة، وبذلك تنصرف نفسه عن النساء ويحفظ على نفسه دينه وصحته.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
اقرأ أيضا:
الرد على من يزعمون أن الإسلام أنصف الرجل على المرأة؟