على اارغم أن الشائع لدى معظم الناس أن ميلاده صلى الله عليه وسلم كان في الثاني عشر من ربيع أول فإن هذا القول ليس الوحيد بل اختلف في تحديد اليوم ولادته بل شهر ولادته اختلافا مشهورا ذكره العلماء قديما.
سبب الاختلاف في تحديد ميلاد النبي:
ومما ذكر في هذا ما ذكرته اللجنة العلمية لسؤال وجواب من أقوال للعلماء مبينة أن هذا الاختلاف له سببه المعقول حيث لم يُعلم ما سيكون لهذا المولود من شأن، فكان حاله كحال غيره من المواليد ، ولذا لم يكن لأحد أن يجزم على وجه اليقين بوقت ميلاده صلى الله عليه وسلم، .وهو ما أيده قول الدكتور محمد الطيب النجار حين قال: لم يكن أحد يتوقع له مثل هذا الخطر ، ومن أجل ذلك لم تتسلط عليه الأضواء منذ فجر حياته ، فلما أذِن الله أن يبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته بعد أربعين سنة من ميلاده : أخذ الناس يسترجعون الذكريات التي علقت بأذهانهم حول هذا النبي ، ويتساءلون عن كل شاردة وواردة من تاريخه ، وساعدهم على ذلك ما كان يرويه الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه عن الأحداث التي مرت به أو مر هو بها منذ نشأته الأولى ، وكذلك ما كان يرويه أصحابه والمتصلون به عن هذه الأحداث .
وأضافت أن الاختلاف لم يكن في تحديد يوم الميلاد فقط بل شهر الميلاد أيضا فالعام هو عام الفيل وهو الذي لا يشك فيه أحد من العلماء، وأيدتهم الدراسة الحديثة التي قام بها باحثون مسلمون ومستشرقون اعتبروا عام الفيل موافقاً للعام 570م ، أو 571م .
هل ولد يوم الاثنين أم لجمعة؟أما اسم اليوم فهو يوم الاثنين ، ففيه وُلد صلى الله عليه وسلم ، وفيه بُعث ، وفيه توفي، عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال : ( سُئِلَ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ ؟ قَالَ : ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ - أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ - ) .رواه مسلم، وأبعدَ بل أخطأ من قال : ولد يوم الجمعة لسبع عشرة خلت من ربيع الأول.
لاختلاف في تحديد اليوم والشهر:وذكرت أن موضع الخلاف فقد كان في تحديد الشهر واليوم منه ، وقد وقفنا على أقوال كثيرة في ذلك ، ومنها : أن ميلاده صلى الله عليه وسلم كان لليلتين خلتا من ربيع الأول ، وقيل : في ثامن ربيع الأول، وقيل لثمان خلون منه، وقيل لعاشر ربيع الأول ، في ثاني عشر ربيع الأول، وقيل : لثنتى عشرة خلت منه فعن عفان عن سعيد بن ميناء عن جابر وابن عباس أنهما قالا : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول ، وفيه بعث ، وفيه عرج به إلى السماء ، وفيه هاجر ، وفيه مات .
وهذا هو المشهور عند الجمهور ، والله أعلم .وقيل : ولد في رمضان ، وقيل في صفر ، وقيل غير ذلك .
والذي يظهر لنا أن أقوى ما قيل في مولده صلى الله عليه وسلم يدور بين الثامن والثاني عشر من ربيع أول ، وقد حقق بعض العلماء المسلمين من أهل الحساب والفلك أن يوم الاثنين يوافق التاسع من ربيع الأول ! فيمكن أن يكون هذا قولاً آخر ، وفيه قوة ، وهو يعادل العشرين من نيسان لعام 571 م ، وهو ما رجحه بعض العلماء من كتَّاب السيرة المعاصرين ومنهم الأستاذ محمد الخضري ، وصفي الرحمن المباركفوري .
قال أبو القاسم السهيلي – رحمه الله - :
وأهل الحساب يقولون : وافق مولده من الشهور الشمسية " نيسان " ، فكانت لعشرين مضت منه .
وقال الأستاذ محمد الخضري – رحمه الله - :وقد حقق المرحوم محمود باشا الفلكي - عالم فلكي مصري: أن ذلك كان صبيحة يوم الاثنين تاسع ربيع الأول الموافق لليوم العشرين من أبريل / نيسان ، سنة 571 من الميلاد ، وهو يوافق السنة الأولى من حادثة الفيل ، وكانت ولادته في دار أبي طالب بشعب بني هاشم .