أعاد مجمع البحوث الإسلامية نشر كتاب" الدروس الأولية في الأخلاق المرضية"للشيخ محمد شاكر وكيل الأزهر السابق والذي يقدمه وصفة دقيقة لبناء شخص سوي ومجتمع متكامل لما لمسه المجمع من قيمة كبيرة للكتاب وإمكانية اسهامه في بناء مجتمع متكامل
فالكتاب بحسب مجمع البحوث الإسلامية ورغم حجمه الصغير ولكنه في علمه جامع لكثير من الأخلاق مما لا ينبغي لأحد الجهل بها ولطلبة العلم خاصة؛ لأن العلم شرف ولا ينبغي أن يتحمله إلا ذو نفس شريفة، أتى بنصائح لا مناص منها من أجل بناء شخصية الإنسان السوي والمجتمع المتكامل، فمحاوره تدور حول بناء الفرد والمجتمع فتعتمد على الترغيب تارة والترهيب أخرى، إنه الدروس الأولية في الأخلاق المرضية للعلَّامة محمد شاكر.
الشيخ محمد شاكر مؤلف الكتاب افتتح هذا العمل الجليل بنصيحة من الأستاذ لتلميذه فأوصاه بتقوى الله التي لا تقتصر على العبادات بل تشمل سائر الأخلاق الحميدة، وتابع الكاتب في دروسه مؤكدًا على مراعاة حقوق الله عز وجل ونبيه المصطفى ﷺ، وحقوق الوالدين وحقوق الناس، وآداب طلب العلم، كما تعرض لآداب الرياضة والمشي في الطرقات وآداب الطعام والشراب، وأدب المجالس، وأدب الحديث، وأدب العبادة والمساجد.
كما عرج الكاتب في هذا الإصدار على أهم الفضائل التي ينبغي لطالب العلم ألا يجانبها كفضيلة الصدق والأمانة والعفة والمروءة والشهامة وعزة النفس، وكذلك نهى عن الصفات المذمومة التي لا تليق بطالب العلم كالغيبة والنميمة والحقد والحسد والكبر والغرور، ولم يخل الكتاب عن ما يجب أن يكون عليه طالب العلم مع ربه من الخوف والرجاء والصبر والشكر والتوبة، كما أرشد إلى أهمية العمل والكسب مع التوكل والزهد، وجاء تعبيره بفضيلة العمل، رافعًا بقيمة العمل في قلب المتلقي، كما حض على أهمية إخلاص النية لله تعالى في جميع الأعمال، وجاءت خاتمة الوصايا في ضرورة مدارسة القرآن الكريم، وأهمية الجمع بين حفظه وفهم معانيه مع تدبرها.
اقرأ أيضا:
الأدلة على أن النبي يردّ السلام على من يُسلم عليه!اقرأ أيضا:
الخشوع أول ما يرفع من الأرض.. وهذا هو الدليلالمجمع لم يفته الإشارة للسيرة الذاتية للشيخ محمد شاكر بالقول الشيخ محمَّد شاكر أحمد عبد القادر وكيل مشيخة الأزهر الأسبق، ولد -رحمه الله- في مدينة جرجا بمحافظة سوهاج عام 1282هـ- 1866م وتلقى العلم في مدينته حتى ظهر نبوغه فانتقل إلى القاهرة للتعلم في الأزهر الشريف، وبعد انتهاء دراسته عيّن أمينًا للفتوى، ثم نائب محكمة مديرية القليوبية، ثم قاضي قضاة السودان، ثم وكيلًا لمشيخة الجامع الأزهر في 9 ربيع الثاني سنة 1927هـ -29 أبريل سنة 1909م-،
وللشيخ شاكر العديد من المؤلفات منها: القول الفصل في ترجمة القرآن الكريم، الدروس الأولية في العقائد الدينية، السيرة النبويةوتُوفي -رحمه الله تعالى- يوم الخميس 11 جمادى الأولى سنة 1358هـ - 29 يونيو سنة 1939م.