يقع الشك أحيانا فى الصلاة فقد يظن أنه صلى ركعة أو ركعتين ويظل طوال الصلاة فى حيرة كيف يكمل صلاته..حتى إن بعضهم يخرجون من الصلاة ويعيدونها من الاول مخافة البطلان.
ومن لطف الله تعالى بعباده أنه رفع عنهم الحرج في كل شيء فمن شك فى عدد ركعات الصلاة له أحكام ومن شك فى فوات ركن من الصلاة له أحكام وهذه الأحكام ذكرتها كتب الفقه باستفاضة وبينها العلماء، فسجود السهو لا يجبر به نقص ركن من الأركان، ومن شك فى عدد ركعات الصلاة يبني على الأقل ثم يسجد للسهو.
وفى هذا يقول الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: ذَهَبَ الشَّافِعِيُّ، وَالْجُمْهُورُ إِلَى أَنَّهُ إِذَا شَكَّ هَلْ صَلَّى ثَلَاثًا أَمْ أَرْبَعًا مَثَلًا، لَزِمَهُ الْبِنَاءُ عَلَى الْيَقِينِ، وَهُوَ الْأَقَلُّ، فَيَأْتِي بِمَا بَقِيَ، وَيَسْجُدُ لِلسَّهْوِ، وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ، وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ. فَإِنْ كَانَ صَلَّى خَمْسًا، شَفَعْنَ لَهُ صَلَاتَهُ، وَإِنْ كَانَ صَلَّى إِتْمَامًا لِأَرْبَعٍ، كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ. وَهَذَا صَرِيحٌ فِي وُجُوبِ الْبِنَاءِ عَلَى الْيَقِين.
ترقيع الصلاة:
وقد ذكرت الأمانة العلمية لإسلام ويب أن أهل العلم نصوا على أن ترقيع الصلاة وإصلاحها أفضل من قطعها وإعادتها مرة أخرى؛ لأن ذلك هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والسلف الصالح، وفى هذا يقول الإمام القرافي في الذخيرة: الْقَاعِدَةُ الْعَاشِرَةُ: التَّقَرُّبُ إِلَى اللَّهِ -تَعَالَى- بِالصَّلَاةِ الْمُرَقَّعَةِ الْمَجْبُورَةِ إِذَا عَرَضَ فِيهَا الشَّكُّ، أَوْلَى مِنَ الْإِعْرَاضِ عَنْ تَرْقِيعِهَا، أَوِ الشُّرُوعِ فِي غَيْرِهَا. وَالِاقْتِصَارُ عَلَيْهَا أَيْضًا بَعْدَ التَّرْقِيعِ أَوْلَى من إِعَادَتهَا؛ فإنه منهاجه -عَلَيْهِ السَّلَامُ- وَمِنْهَاجُ أَصْحَابِهِ وَالسَّلَفِ الصَّالِحِ بَعْدَهُمْ. وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي الِاتِّبَاعِ، وَالشَّرُّ كُلُّهُ فِي الِابْتِدَاعِ، وَقَدْ قَالَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-: لَا صَلَاتَيْنِ فِي يَوْمٍ. فَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ الِاسْتِظْهَارُ عَلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَلَوْ كَانَ فِي ذَلِكَ خَيْرٌ لَنَبَّهَ عَلَيْهِ، وَقَرَّرَهُ فِي الشَّرْعِ. وَاللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- لَا يُتَقَرَّبُ إِلَيْهِ بِمُنَاسَبَاتِ الْعُقُولِ، وَإِنَّمَا يُتَقَرَّبُ إِلَيْهِ بِالشَّرْعِ الْمَنْقُولِ.
والمعلوم شرعا أن على المسلم أن يتعلم من أحكام الشرع ما لا يسعه جهله، ومن ذلك تعلم أحكام الطهارة والصلاة، وما تصلح به، حتى يعبد الله وهو على بصيرة من أمره.. لا سيما الصلاة التى هى عماد الدين.