راحة البال هي أمنية كل الناس، فإذا ما أردت أن تحيا بلا هم وتعيش بلا كدر، عليك باتباع الآتي:
(إياك أن تثرثر مع أحدهم فيما لا يفيد، خصوصًا من لم تثق فيهم بعد.. وإياك أن تثرثر مع أحدهم وأنت تحاول أن تشرح نفسك أو ترفع عنك أي تهمة)، لأنه باختصار من يقدرك ويريد الحفاظ على صداقتك ومعرفتك لن يحكم عليك من كلام الناس مهما كان، لأنه سيأتي ويسألك أولا، لذا إياك أن تعاتب أحدهم وأنت تعلم أنك غير مهم بالنسبة له، لأنك بذلك تكون في حالة من حرق طاقتك المعنوية دون أن تشعر .. واعلم يقينًا أن الأصدقاء والصحاب الحقيقيين يعلمون من أنت جيدًا، ويثقون فيك جيدًا، وليسوا بحاجة لأي إثبات جديد، لذا ستراهم وقت الشدة، ولن يتخلوا عنك أبدًا مهما كانت الأسباب.
اهتم بمن يهتم بك
اهتم فقط بمن يهتم بك، أما هذا الذي لا تفرق معه، ولا يهتم لأمرك، فانسه، وأخرجه من حياتك فورًا، حتى لا تخسر طاقتك فيما لا يفيد، وكن على يقين تام بأن الله عز وجل هو الوحيد فقط الذي تلجأ إليه وتطلب منه وهو الوحيد اللي تعتمد عليه وهو الوحيد اللي تبتغي رضاه، أما البشر فمهما فعلت فلن ترضى بعضهم حتى، واعلم يقينًا أن الطريق إلى رضا الناس لا يمكن إلا أن يمر عبر طريق الله عز وجل.
صلاح البال لا يمكن إلا أن يأتي عبر راحة القلب، وراحة القلب لا يمكن أن تأتي بعيدًا عن رضا الله عز وجل، فإياك أن تذل نفسك لشيء من متاع الدنيا، فقد خلقك الله حرًا، فلم تستعبد نفسك؟.. وحين تتوالى عليك الليالي السود، وتلقي عليك الأحمال الثقال، وتبتلى بالفقر ونقص المال، فادفَع عنك بكثير من الصبر والرضا، وألقها في كنف الواحد المتعال؛ فتتسع الدنيا لناظريك وينتعش قلبك لاشك.
اقرأ أيضا:
أعظم وصية نبوية..وسيلة سهلة لدخول الجنةالانشغال بالنعم
اشغل نفسك بنعم الله عليك، ستجدها عديدة ومتعددة وعظيمة وكثيرة، ولا حصر لها، حينها ستصل لاشك إلى راحة بال غير عادية، واطمئنان وسلامة نفس غير عادية، فكم أُوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاداه قومه، ورأى الموت مرارًا رأي العين، ومع هذا كان قرير العين، منشرح الصدر مطمئن الفؤاد، وهكذا كان أصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.
إذ أننا لا نعلم أحدًا من أصحابه عاش كئيبًا مع ما كانوا فيه من عسر الحال وضغوطات الحياة وقسوتها، فإياك أن تسمح للحظة شقاء أن تخترق حدود فرحك، وابذل قصارى جهدك؛ لتستمتع بما بقي من عمرك بالرضا، تصل بلاشك لراحة البال المتناهية.