بقلم |
محمد جمال حليم |
الاثنين 01 نوفمبر 2021 - 07:40 م
يلجأ بعض الأزواج للتنازل عن حقوقهم في سبيل معالجة مشكلات زوجية قائمة أو محتملة .. ومن هذا التنازل عن العصمة وجعلها في يد زوجته .. فما الحكم؟
الجواب: تبين لجنة الفتوى بإسلام ويب أن الله عز وجل قد شرع الزواج لأهداف نبيلة، ومقاصد عظيمة، ومن أهمها: أن تكون الأسرة مستقرّة، يعرف كل من الزوجين فيها للآخر حقّه، ويقوم به على أكمل وجه، حسب طاقته، قال تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ{البقرة:228}.
وتضيف أن على الزوج أن يعرف لزوجته قدرها، ويطيع الله فيها، وتعرف المرأة لزوجها حقّه، وتتقي الله فيه، ولمعرفة الحقوق بين الزوجين.
والمرأة عليها شرعًا أن تحسن عشرة زوجها، وتعرف له مكانته، وأن تستشعر أن الله عز وجل قد جعل القوامة له عليها، كما قال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ {النساء:34}.
وتستطرد : ينبغي للزوج أن يستحضر -في مقابل هذه الصفات السيئة التي ذكرت عنها- أن لزوجته صفات حسنة، تُشكَر عليها، وينبغي أن تكون محل اعتبار من الزوج، وأن يتحرّى الحكمة مع زوجته، ويجعل هذه الصفات الحسنة مدخلًا لإصلاحها، ومناصحتها بالحسنى، ويمكنه أن يستعين في سبيل ذلك ببعض العقلاء من أهله وأهلها، هذا بالإضافة إلى كثرة الدعاء لها بأن يصلح الله حالها، ويرزقها رشدها وصوابها.
وتنصح: لا ينبغي أن ييأس أبدًا؛ فالله على كل شيء قدير، وكل أمر عليه يسير، ولا يلزم أن يكون ما حدث له من امرأته بسبب دعوة أصابته، أو ذنب ارتكبه، بل قد يكون مجرد ابتلاء من الله، وفي الصبر على البلاء كفارة للذنوب، ورفعة للدرجات.
وبخصوص ما ذكر من كونه يريد أن يجعل العصمة بيد زوجته؛ فإن هذا لا يجعل لها الحق في الطلاق بإطلاق، بل يتقيد بالمجلس، في قول جمهور الفقهاء، خلافًا للحنابلة.
وعلى كل تقدير؛ فلا ينبغي للزوج أن يجعل العصمة بيدها؛ نظرًا لطبيعة المرأة العاطفية، التي قد تدفعها لإساءة التصرف، فتطلِّق نفسها لأهون الأسباب، وتهدم عش الزوجية.
وأما إعطاؤها حقوقها الشرعية، وعدم ظلمها؛ فهذا واجب شرعًا، ولعل الله سبحانه يجعل ذلك سببًا في صلاح الحال، وأن تكون العلاقة حميمية بينهما.