عزيزي المسلم، تقبل منا نصيحة اليوم، وإياك أن تغفل عنها مهما طال عمرك، (نصيحة اليوم.. إذا أذنبت استغفر من فورك)، نعم لا تتردد في الاستغفار ولو للحظة واحدة، فعل الله يقبل توبتك حتى قبل أن ترفع معصيتك إليه، فتكون النتيجة ألا تحسب لك أي معصية، بينما يحسب لك كل الخير والحسنات عن توبتك.
وفي ذلك يقول الصحابي الجليل النعمان بن بشير رضي الله عنه : « إذا أذنب أحدكم فلا يقولن : ( لا توبة لي ) ؛ ولكن ليستغفر الله ؛ فإن الله غفور رحيم »، وهو ما أكدته السنة النبوية المطهرة، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبِي الأكرم صلى الله عليه وسلم أنه قال وهو على المنبر: «ارحَمُوا تُرحَموا، واغفِروا يَغفر الله لكم، ويلٌ لأقماع» وهو الإناء الذي يترك في رؤوس الظروف؛ لتملأ بالمائعات، «القولِ، ويلٌ للمُصرِّين، الذين يصرُّون على ما فعلوا، وهم يَعلمون».
استعجال الاستغفار
كلنا خطاء لاشك، لكن إياك أن تنسى أن الله اعتبر أن خير الخطائين هم التوابون، فلمّ لا تكون أحد هؤلاء التوابين، الذين يستعجلون التوبة من فورهم، وبمجرد وقوع المصعية منهم.
وقد حث الله سبحانه وتعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم، على سؤاله المغفرة، فقال تعالى: « وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا » (النساء: 106)، وقال له أيضًا عز وجل: « فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا » (النصر: 3)، فإذا كانت هذه دعوة ربانية إلى خير البشر، فما بالنا بنا نحن؟!.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم فيما يَحكي عن ربه عز وجل أنه قال: «أذنب عبدٌ ذنبًا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال - تبارك وتعالى -: أذنبَ عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أيْ ربِّ، اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يَغفِر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أيْ ربِّ، اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئتَ فقد غفرت لك».
اقرأ أيضا:
هذا هو العام الأصعب في حياة الإنسانحقيقة الذنب
بالأساس لا يمكن لبشر إلا أن يقع في الخطأ، لكن لا ننسى أن خير الخطائين هم التوابون، ولذلك فإن الله يعد بغفران الذنب مادام صاحبه لم يصر عليه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو لم تُذنِبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يُذنبون، فيَستغفِرون الله، فيغفر لهم»، ولمّ لا وهو الذي وعد عباده بتمام الاستغفار، فقال عز وجل: « وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا » (النساء: 110).