توفي والدي -رحمه الله- وترك لي ولإخوتي بيتًا من 4 طوابق، وكل طابق يحتوي على شقة واحدة.
ونظرًا لوجود مشاكل بين إخوتي وبين أخي الأكبر، وخوفًا منه أن يجور على حق إخوته؛ لأنهم شاركوا في بناء البيت بنسب مختلفة، وخوفًا من وجود مشاكل، قام بعمل عقود إيجار للإخوة جميعًا باستثناء الأخ الأكبر؛ ليكون البيت لهم خالصًا؛ ليسكنوا، ويأخذ أخي الأكبر نصيبه من البيت على شكل مبلغ مالي هو نصيبه من الإيجار، فهل هذا العمل مشروع؟ وهل على والدي -رحمه الله- تبعة في الآخرة بسبب هذا الأمر؟ وهل يجوز إجبار أخي الأكبر على بيع نصيبه في البيت، بدلًا من السكن في البيت؛ لأن سكناه في البيت سوف يتسبب في وجود مشاكل عائلية؟ وكيف نحل هذا الإشكال لإبراء ذمّتنا وذمّة والدي -رحمه الله- في الدنيا والآخرة؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
تبين لجنة الفتوى بإسلام ويب أنه مع تعقّد الأمر، وعدم وضوح الحكم الشرعي، وكون الوالد -رحمه الله- لم يحرم ابنه الأكبر من الميراث، بل جعل حقّه بقدر سهمه من أجرة البيت؛ فرارًا مما يخشاه من المشاكل والأضرار؛ فكل هذا يمهّد عذره، ويشير لأنه لم يرد إلا خيرًا، ولم يتعمّد الظلم؛ فنرجو له العفو، والمغفرة، وعلى أية حال؛ فاستغفروا الله تعالى له، وسلوا له الرحمة، والرضوان.
وتنصح: واجتهدوا في مصالحة أخيكم هذا على شيء تتسامحون عليه، وتحتاطون به لذمّة أبيكم.
وتبين أنه بالنسبة لمسألة إجبار الأخ على بيع نصيبه؛ تجنبًا لسكناه في البيت؛ منعًا للمشاكل؛ فهذا إنما يكون عن طريق القاضي، وأما من قِبَل أنفسكم دون رضاه هو، فلا سبيل لكم إلى ذلك.
والذي نراه أن تصطلحوا معه، وتتوسلوا لرضاه بالبيع، بأي سبيل مشروع -كتوسيط الأقارب والوجهاء، أو الزيادة في ثمن نصيبه، ونحو ذلك، كما يمكنكم أن تخيّروه بين شراء أنصبتكم أنتم، أو بيع نصيبه هو، إن كان في ذلك منفعة للجميع.