ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية من سائلة تقول: أنا إنسانة صريحة جدًا ولا أنافق ولا أكذب، ولكن ذلك يضعني في مواقف صعبة جدًا، وأنا أيضًا عفوية لا أضع سوء الظن، وذلك يجعلني أرى الأسوأ من النفوس المريضة؟.
وأجاب الدكتور عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلة:
ما تصفينه ليس من الفطنة أو الذكاء، الإنسان لا يصح أن يكون صريحًا طوال الوقت، لأن هناك مدارة، وهذا ليس نفاقًا، يعني لو مثلاً لو قلت لشخص أعور: أنت أعور، هذا سيجعله يقاطعني، ولن أستطيع أن أكسبه مجددًا، وسنتبادل الكراهية وقتها.
سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلمنا ذلك، بل علمنا أن نبشر في وجوه قومٍ -أي نبتسم- وقلوبنا تلعنهم، وذلك من خلال حديثه لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، فقيل أن رجل من المنافقين يبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم إلى بيته وطرق الباب فخرج إليه النبي يكشر - يبتسم- وهذا ليس نفقاً، فالنبي حاشاه أن ينافق وهو من صنع على عين الله، "وإنك لعلى خلق عظيم"، ولا يخاف إلا الله.
لكن سيدنا النبي علمنا المداراة، كيف نبتسم في وجوه الناس حتى نتألفهم ونجمع قلوبهم، حتى تكون هناك وصلة معهم، فلو صارحت كل الناس بعيوبهم لن يبقى لك أحد، والله تعالى يقول: "ادفع بالتي هي أحسن"، "وقولوا للناس حسنًا".
والقرآن لم يطلب منا أن نواجه الإنسان بالخطأ الذي يرتكبه، لكن يأمرنا بالنصيحة، بأن يسدي الإنسان النصيحة لغيره بعيدًا عن الناس وليس على الملأ، وليس من الفطنة والذكاء أن الإنسان يكون الإنسان صريحًا، لكن المدارة مطلوبة.
اقرأ أيضا:
هل يجوز للمرأة تنظيف الحواجب؟ (الإفتاء تجيب)