إذا عانيت من الضيق وحاصرتك الحيرة يومًا، فالزم الاستغفار، فإن الاستغفار مما يفتح الله به على العبد، فمن لزم الاستغفار جعل الله عز وجل له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل ضيق هم فرجًا، ورزقه الله عز وجل من حيث لا يحتسب.
وقد قال الله تعالى في فضل الاستغفار : « فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا » (نوح/10-12)، ولا شك أن الاستغفار سبب لمحو الذنوب ، وإذا محيت الذنوب تخلفت آثارها المرتبة عليها ، وحينئذ يحصل للإنسان الرزق والفرج من كل كرب ، ومن كل هم.
المتاع الحقيقي
يغفل كثير من الناس عن أن الاستغفار المتاع الأكبر والحقيقي، فيقول تعالى في كتابه الكريم: « وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِير » (هود/3).
وقد ذكر العلامة ابن القيم في كتابه "الوابل الصيب" في الفصل الثامن عشر، الاستغفار ، ضمن الأذكار الجالبة للرزق، الدافعة للضيق والأذى، وهو على كل حال من تقوى الله عز وجل ، التي هي سبب كل خير يصيب المتقين، يقول الله سبحانه : « وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ » (الطلاق/2-3).
اقرأ أيضا:
سنة نبوية مهجورة .. من حرص علي إحيائها قربه الله من الجنةحفظ الله
المستغفر يعيش في حفظ الله دومًا، ومن كان في كنف الله لا يمكن أن يصيبه سوء أبدًا، لأن هناك وعد إلهي بأنه من يستغفر لا يكن أن يعذبه الله عز وجل، قال تعالى يؤكد ذلك: «وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ».
وقد علمنا النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم دعاء سيد الاستغفار ، فقال: «اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ».