الطريق إلى الله سبحانه وتعالي يتمثل في عبادته جل شأنه فهو الله القادر العظيم الذي خلقنا وأمرنا بالعبادة، وأمرنا بالعديد من الأوامر واجتناب النواهي من أجل الفوز بالجنة والنجاة من النار، لذلك فهناك العديد من الخطوات التي يجب أن يقوم بها الإنسان من أجل الطريق إلى محبة الله ونيل رضاه سبحانه وتعالى لأنه الأجدر بالعبادة والطاعة ونيل محبته ...
ومن الثابت الإشارة إلي أن الطريق إلى الله جل وعلا يسير عليه كل من تمسك بالدين كله ـ جليله ودقيقه ـ ويشمل كل ما جاء في الشرع من أحكام وأخبار، كما قال ابن تيمية: ولهذا أمر الله عباده أن يسألوه أن يهديهم الصراط المستقيم في اليوم والليلة في المكتوبة وحدها سبع عشرة مرة، وهو صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين،
لذا فمن البديهي الإشارة إلي أن من يطع الله ورسوله فهو مع هؤلاء، فالصراط المستقيم: هو طاعة الله ورسوله، وهو دين الإسلام التام، وهو اتباع القرآن، وهو لزوم السنة والجماعة، وهو طريق العبودية، وهو طريق الخوف والرجاء
ولا يغيب عنا هنا أن من قواعد الطريق إلى الله تعالى : الكريم - الله عز وجل - إذا وهب الإنسان هبة معينة، بأن أعطاه سراً من الأسرار، أو أكرمه بنور من الأنوار، أو فتح عليه بفتح من الفتوح، أو علمه قضية من القضايا، أو رقاه إلى مقام من مقامات العبودية فإنه سبحانه لا يسلبه، ولكن قد يسلب ثوابه والعياذ بالله، وهذا يسمى الخذلان نعوذ بالله منه،
ومن ثم وكما يؤكد الدكتور علي جمعة عضو هية كبار العلماء بالأزهر الشريف أن أولياء الله ليسوا معصومين، بل هم معرضون تحت قدر الله - سبحانه وتعالى - للمعصية, ومعرضون أيضاً للسلب, والسلب هنا هو سلب المكانة وليس سلب المقام, يعنى تجده هو نفسه يشعر بما يشعر به ولكنه يسلب، بمعنى أنه عندما عصى الله تعالى، وأصر على عصيانه، فإن الله - سبحانه وتعالى - يسلب منه ثوابه، يوقف الثواب، لكن ما وصل إليه من مقام فإن الكريم إذا وهب ما سلب.
الدكتور أوضح كذلك في منشور له علي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك " أن المقام مستقر والحال متغير، الحال يرد على الإنسان ويزول, يأتى ويذهب، وهذه الأحوال نجد القلب يمتلئ بها فجأة، ثم بعد ذلك تزول أيضاً فجأة, أي كلمة الحال كلمة تعنى التغير، والزوال بسرعة، وعدم الاستقرار، والإتيان بطريقة مفاجئة، والذهاب عن القلب بطريقة مفاجئة.
ووهذه الأحوال تأتى أيضاً من الواردات, يعنى أن الواردات من قبيل الأحوال, فالإنسان وهو جالس يجد فى قلبه أنه لابد عليه أن يتوب، فهذا وارد، ويجد أنه لابد عليه أن يراقب الله فى أعماله، فهذا وارد, ويجد أنه لابد عليه أن يخلي قلبه من القبيح، فهذا وارد، أو أن يذكر بالذكر الفلاني، فهذا وارد, أو أن يمتنع من الشئ الفلاني، فهذا وارد من الواردات, ثم يزول هذا الأمر، وتزول الرغبة فيه، وينتهي، ويتحول، ولذلك سمى حالاً,
ووفقا لقاعدة أن دوام الحال من المحال, فالكلام هذا الذي نتكلمه هو أصله فى الطريق من كلام العلماء والمشايخ، ثم شاع فى الناس بعد ذلك: " دوام الحال من المحال " " وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ " فضلا عن المقام شأنه الدوام، والثبات، والاستقرار، وعدم السلب
اقرأ أيضا:
سنة نبوية مهجورة .. من حرص علي إحيائها قربه الله من الجنةوومن الثوابت هنا الإشارة إلي أن الصراط المستقيم هو ما بعث الله به رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم بفعل ما أمر، وترك ما حظر، وتصديقه فيما أخبر، لا طريق إلى الله إلا ذلك، وهذا سبيل أولياء الله المتقين وحزب الله المفلحين وجند الله الغالبين،
لذا فإن كل ما خالف ذلك فهو من طرق أهل الغي والضلال، وقد نزه الله تعالى نبيه عن هذا وهذا، فقال تعالى: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَ وَحْيٌ يُوحَى ـ وقد أمرنا الله سبحانه أن نقول في صلاتنا: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين