ماذا تفعل وأنت تشاهد التليفزيون عند سماع الأذان، هل تردد خلف المؤذن؟.. أم تغير القناة؟، أم تقوم لتتوضأ؟، أم تخرج من بيتك تجاه المسجد لأداء الصلاة؟، أم تنتظر قليلاً لأنك تتابع فيلمًا أو برنامجًا أو مباراة ولا تريد فواتها؟.
إجابتك ستحدد علاقتك بالله عز وجل، فهو الذي يناديك (حي على الصلاة.. حي على الفلاح)، ورد فعلك هي درجة إيمانك به، تخيل أنك لمجرد أن تنتصر للفيلم على نداء ربك، فقد خذلت نفسك ليوم القيامة وأنت لا تدري!.
عن عبدالرحمن بن أبي صعصعة أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال له : إني أراك تحب الغنم والبادية ، فإذا كنت في غنمك وباديتك فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة، قال أبو سعيد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تلبية واجبة
تلبية نداء المؤذن إلى الصلاة، واجبة، فإذا كان في السابق، يكون النداء باللسان فقط، دون ميكروفون، وربما لا يسمعه كثير من الناس، لكن كانوا ينتظرون دخول الوقت، ويعرفون أن هذا وقت صلاة الظهر أو العصر وهكذا، بينما الآن نكون أمام التلفاز فنسمع الأذان، ونرى أدائه بأعيننا، ثم ننشغل بما نحن منشغلون به بعيدًا عن المنادى، ولا نرد النداء، ثم نقول نحن (مؤمنون)، فما علامة إيماننا؟.. أكيد هي الصلاة.. فكيف بنا نتركها لأسباب أخرى مؤكد أقل أهمية مهما كانت، ومع ذلك نتصور أننا من المؤمنين!.
أداء الصلوات الخمس مع الجماعة واجب على الرجال الذين لا عذر لهم من مرض وغيره من الأعذار الشرعية، والأدلة على ذلك كثيرة، و منها، ما في صحيح مسلم أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم لما استأذنه أعمى لا قائد له أن يرخص له أن يصلي في بيته، قال: هل تسمع النداء؟ فقال: نعم. قال: فأجب.
اقرأ أيضا:
سنة نبوية مهجورة .. من حرص علي إحيائها قربه الله من الجنةالعذر الحقيقي
لكن الإسلام لم يمنع أصحاب الأعذار الحقيقية من حضور الصلاة، ولو كان مثلا موظفًا في مكان عمله، إلا أن يترتب على حضوره الجماعة وتركه عمله ضياع العمل الذي وكل بحفظه، فيكون حينئذ من أهل الأعذار المأذون لهم في التخلف عن صلاة الجماعة.
روى ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه عذر، قالوا: وما العذر يا رسول الله؟ قال: خوف أو مرض، لم يقبل الله منه الصلاة التي صلى».
ومع ذلك لا ينبغي للمسلم أن يبقى في عمل يؤدي إلى فوات صلاة الجماعة أو الجمعة بصفة دائمة ما لم يكن مضطرًا له، بل الواجب عليه هو البحث عن عمل بديل لا يؤدي إلى ذلك.