يا من تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي، وتبادر بنشر بعض (الكوميكات) الساخرة، وتنسى أنك بذلك تكون وقعت في شرك السخرية من أخ لك، قد لا تعرفه، قد يكون شهيرًا (ممثلاً أو لاعب كرة أو إعلاميًا)، أو أي شخص آخر، لكنه سيشتكيك إلى الله يوم القيامة، لأنك شهرت به، وسخرت منه، حتى بدون سابق معرفة عن قرب.
فتخيل مزحة بسيطة أو هكذا أنت تراها، إلا أنها عند الله عز وجل فعل عظيم، يغضبه سبحانه وتعالى.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: «حكيت للنبي صلى الله عليه وسلم رجلًا فقال: ما يسرني أني حكيت رجلًا وأن لي كذا وكذا، قالت: فقلت: يا رسول الله، إن صفية امرأة، وقالت بيدها هكذا، كأنها تعني قصيرة، فقال: لقد مزجت بكلمة لو مزجت بها ماء البحر لمزج» وفي لفظ لأبي داود: «فقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته، قالت: وحكيت له إنسانًا، فقال: ما أحب أني حكيت إنسانًا وأنَّ لي كذا وكذا».
نادي المنكر
استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للسخرية والاستهزاء من هذا أو ذاك، كأنك تجلس في (نادي للمنكر)؟، هو أمر نهى الله عز وجل عنه تمامًا، فعن أم هانئ رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: «قلت: يا رسول الله، أرأيت قول الله تبارك وتعالى: وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ [العنكبوت: 29] ما كان ذلك المنكر الذي كانوا يأتونه؟ قال صلى الله عليه وسلم: كانوا يسخرون بأهل الطريق، ويخذفونهم».
فإياك أن تهين أحدهم لعله أفضل منك عند الله، فقد كان ابن مسعود رضي الله عنه يجتني سواكًا من الأراك، وكان دقيق الساقين، فجعلت الريح تكفؤه، فضحك القوم منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مم تضحكون؟» قالوا: يا نبي الله، من دقة ساقيه، فقال: «والذي نفسي بيده، لهما أثقل في الميزان من أحد».
اقرأ أيضا:
سنة نبوية مهجورة .. من حرص علي إحيائها قربه الله من الجنةخلق المسلم
السخرية من الناس، ليست من خلق المسلمين في شيء على الإطلاق، فالمسلم يحمي ستر أخيه المسلم ولو كان لا يعرفه، ولم يره من قبل.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره التقوى هاهنا» ويشير إلى صدره ثلاث مرات «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه، وماله، وعرضه».
فكيف بنا أتباع النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، صاحب أخير وأفضل الخلق، ومع ذلك، لا نتأسى بخلقه في شيء، ونخالف أوامره، ونسخر من غيرنا دون وجه حق؟!