مشهد مهيب وأعظم حسرة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يؤمر يوم القيامة بناس من الناس إلى الجنة، حتى إذا دنوا منها واستنشقوا رائحتها، ونظروا إلى قصورها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها، نودوا أن اصرفوهم عنها لا نصيب لهم فيها، فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون بمثلها، فيقولون: يا ربنا، لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من ثوابك وما أعددت فيها لأولئك كان أهون علينا.
قال: ذاك أردت بكم، كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظيم، وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين، تراءون الناس بخلاف ما تعطوني بقلوبكم، هبتم الناس ولم تهابوني، وأجللتم الناس ولم تجلوني، وتركتم للناس ولم تتركوا لي، فاليوم أذيقكم العذاب الأليم ما حرمتكم من الثواب ".
مشهد آخر:
عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يؤتى بالرجل من أهل الجنة، فيقال له: يا ابن آدم، كيف وجدت منزلك؟ فيقول له: يا رب، خير المنزل، فيقول له: سل وتمن، فيقول: ما أسأل وما أتمنى إلا أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة، ويؤتى بالرجل من أهل النار، فيقول له: يا ابن آدم كيف وجدت منزلك؟ فيقول: يا رب شر منزل. فيقول له: فتفتدي منه بطلاع الأرض ذهبا، فيقول: أي رب، نعم، فيقول له: كذبت، قد سئلت أقل من ذلك لم تفعل، فيرد إلى النار ".
دعوات أهل النار:
قال محمد بن كعب القرظي: " لأهل النار خمس دعوات، يجيبهم الله عز وجل في أربعة، فإذا كانت الخامسة لم يتكلموا بعدها أبدا، فيقولون: " ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل" ، فيجيبهم الله: " ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير" ، ثم يقولون: "ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل" ، فيجيبهم الله عز وجل: " أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال" ، فيقولون: "ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل"، فيجيبهم الله: "أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير"، ثم يقولون: "ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين، ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون"، فيجيبهم الله: "اخسئوا فيها ولا تكلمون" ، فلا يتكلمون بعدها أبدا.
اظهار أخبار متعلقة