كثرت الشكاوى من استغلال البعض لـ (الواي فاي) الخاص بهم، دون الحصول على إذنهم، بينما من يفعل ذلك لفتح الانترنت (مجانًا)، يتحجج بأن هذا أمر ليس بالضروري لصاحبه، أو أنه بهذا الأمر يكون (فهلوي) و(شاطر) في أنه وصل لـ(الباسورد) الخاص بـ(واي فاي) جاره وهو لا يشعر.
العلماء بينوا أن "سرقة باسورد الـ "واي فاي" إنما هي سرقة ستسأل عليها أمام الله يوم القيامة، ومن ثم فإنه كونك تعتبرها شيئ تافه أو بسيط لا يجعل أن الأمر بسيط لأنك تأخذ حق غيرك وتحصل على أمر هو يدفع مقابله مالا، كما أنه لم يأذن لك بأن تحصل عليه، وبالتالي إياك أن تنسى قوله تعالى: «وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ».
محرم شرعًا
أصدرت دار الإفتاء المصرية، فتوى تحرم سرقة (واي فاي) الجار، وقالت: "إن اختراق شبكات "الواي فاي" محرم شرعًا، لأنه اعتداء على ممتلكات الناس وأموالهم بغير وجه حق، واختراق شبكات الواي فاي، يعني أن الشخص يكتشف من خلال بعض البرامج، الرقم السري الذي من شأنه منع الآخرين من الانتفاع بهذه الشبكة ذات القدر المعلوم من الميجات.. وبما أن صاحب الواي فاي دفع ثمن هذه الجيجات لينتفع بها، ووضع له هذا الرقم السري ليمنع الآخرين من الانتفاع به إلا بإذنه، ولا شك أن هذه الشبكات التي يُدفع لها اشتراك شهري تعتبر أموالًا، فإن اختراق كل هذه الموانع والحواجز المعنوية التي وضعها صاحب الشبكة يُعتبر اعتداءً على ممتلكات الناس وأموالهم بغير وجه حق".
اقرأ أيضا:
أتنازل عن بعض حقوقي لزوجتي حتى لا أشعرها بأنها أسيرة .. ما الحكم؟طيب نفس
فلا ينبغي الحصول على أي شيء ملك الغير، إلا عن طيب نفس، وإلا سار الأمر ضررًا للآخر، وبالتالي يحرمه الله عز وجل.
يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «أَلا وإن المسلم أخو المسلم لا يحل له دمه ولا شيء من ماله إلا بطيب نفسه»، كما أن استغلال مثل هذه الأمور، إنما هو تعدِ على مال الغير، وليعلم الجميع أن المال هو أحد تلك الضروريات الخمس التي جاءت الشريعة الإسلامية بوجوب حمايتها ودرء المفاسد عنها، وما ذلك إلا لما في التفريط فيها من الفساد العظيم، والإثم الكبير، والشر المستطير، ولذلك فإننا نرى أن الله عز وجل قد نهانا أن نأكل أموال بعضنا بالباطل، وبدون وجه حق، فقال الله عز وجل: « وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ » (البقرة: 188).