البعض قد يصيبه النعاس وهو يصلي، وخصوصًا في صلاة الجمعة، فماذا يفعل؟، هل يختار النوم للراحة، أم يكمل صلاته؟.. هناك من قد يتصور أن إكمال الصلاة هو الأهم، وهو كذلك بالتأكيد، لكن ماذا لو لم يدر ما يقول؟.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إِذَا نَعَسَ أَحدُكم وهو يُصَلِّي، فَلْيَرْقُدْ حتَّى يَذْهَبَ عَنْه النَّومُ، فإِنَّ أحَدَكُمْ إذَا صَلَّى وهو نَاعِسٌ لا يَدْرِي لعلَّه يَذْهبُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبَّ نَفْسَه»، فالنعاس، هو فترة في الحواس يكون نتيجة غلبة النوم، فلا يستطيع الإنسان معه أن يتحكم في حواسه، ولذلك أرشد النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم من غلب عليه النعاس وهو يصلي أن ينصرف من صلاته.
تيقن مما تقول
إذا حضرت الصلاة، ووقفت بين يدي الله عز وجل، عليك أن تتيقن تمامًا مما تقول، فإن أحدهم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يذهب يستغفر فيسيب نفسه بدل أن يقول: «اللهم اغفر لي ذنبي أو ما أذنبت»، يذهب يسب نفسه بهذا الذنب الذي أراد أن يستغفر الله منه، وكذلك ربما أراد أن يسأل الله الجنة فيسأله النار، وربما أراد أن يسأل الهداية فيسأل ربه الضلالة وهكذا.
لهذا أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرقد ويريح بدنه، لكن هنا الحديث لمن هم يجهدون في العمل ليل نهار، يشقى طوال اليوم، حتى يجلب قوت يومه له ولأولاده من الحلال، فإذا تعب فعليه النوم، لكن ليس المقصود هنا من ينامون أكثر مما يستيقظون، ويعانون من السمنة والتخمة، ولا يدرون أن عليهم الإفاقة جيدًا من أجل الوقوف بين يدي الله، لأن الأمر جلل.
اقرأ أيضا:
سنة نبوية مهجورة .. من حرص علي إحيائها قربه الله من الجنةإعادة الوضوء
يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم: «(لا وضوء على من نام قائماً، أو قاعداً، أو راكعاً، أو ساجداً، إنما الوضوء على من نام مضطجعا فإنه إذا نام مضطجعاً استرخت مفاصله»، فإذا دخل أحدهم المسجد، ونام مهو قاعد، فليس عليه وضوء، لما روى أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: « كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينتظرون العشاء الآخرة حتى تخفق رؤوسهم، ثم يصلون ولا يتوضؤون».
لكن إن نام راكعاً، أو ساجداً، أو قائماً في الصلاة ففيه روايتان: قال في الجديد: أنه ينتقض الوضوء لحديث علي رضي الله عنه، أن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، قال: « العينان وكاء السه فمن نام فليتوضأ »، وقال في القديم: لا ينتقض لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا نام العبد في صلاته باهى الله به ملائكته، يقول عبدي روحه عندي وجسده ساجداً بين يدي».