أخبار

"بديل الفياجرا" لعلاج الضعف الجنسي لدى مرض السكري

دراسة: المشي القصير يساعد على حرق السعرات الحرارية

أشياء تستمد منها قوتك وتعزز إيمانك في وقت الشدة والمصائب

10طاعات يجب عليك الالتزام بها إذا كانت حريصا علي تجديد إيمانك .. أكثر من قول لا إله إلا الله

هل يجوز أن يقيم الرجل مع مطلقته طلافًا بائنًا في مسكن واحد؟ (المفتي يجيب)

فضيلة كتمان السر ومصيبة كتمان الحق

ردد هذا الذكر عند الاستيقاظ من الليل تقبل صلاتك ويستجاب دعاؤك

ذكر عظيم ينور قبرك ويضيء لك الصراط حتى تدخل الجنة.. ردده عقب كل صلاة

كيف تصنع لنفسك القمة وتكتب شهادة تفوقك؟

سبع مصائب تأتي بسبب التسويف.. بادر قبل أن تجد الباب مغلقًا في وجهك

"الجاهل المغرور" بوق ينعق لنشر الفساد.. كيف تحذر فتنته؟

بقلم | أنس محمد | الجمعة 19 يوليو 2024 - 10:33 ص


فارق كبير بين الجاهل الذي يطلب العلم ويزكي ويطهر نفسه بالسؤال، وبين الجاهل المتكبر الذي يتجرأ على الله، فيفتي بغير علم، ويهرف بما لا يعرف، بل ويصل به الغرور والصلف، أن يستفز العلماء ويتحداهم ويخطئهم، بل ويهينهم، غير مكترث بما حرمه الله عز وجل من الغرور في الفتيا بغير علم ودليل، وإن كان هذا جرمًا فالأشد جرمًا، أن تجد بعض المنابر الشاذة التي تفتح ذراعيها لهؤلاء الجهلاء، وتسمع لهم، وتفرضهم على العامة والدهماء، وتروج لمنشوراتهم، من أجل بث حالة من البلبلة والجدل في المجتمع فهدف الإلهاء أو الغواية أو الربح المادي.

ويعد الترويج لأقوال السفاء، من باب نشر الفساد الذي حذر منه ربنا سبحانه وتعالى، فقال: "إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)"البروج.

كما أن السماح لهؤلاء بالتجرؤ على الخوض في قضايا المؤمنين، ونشر فسادهم، هو من باب الجرأة على الله عز وجل وكتابه، مختبئين وراء مبررات واهية بأن الله لم يجعل في الإسلام كهوت لأحد، ومن ثم يحق لكل جاهل وفاسد أن يتكلم في دين الله لطالما أن وجد المنبر الفاسد الذي يسمح له بتقيؤ جهله على الناس، يتكلمون بما لا يعلمون، ويهرفون بما لا يعرفون، وهم من أجهل الناس في أحكام الشريعة.

فالفتوى من أخطر ما أوقف العلماء، وأحرجهم، بينما تجرأ عليها السفهاء؛ فبدؤوا يقدمون للناس الفتاوى على الهواء وفوق الأرض وتحت أديم السماء، ولكثرة الجهل، صدقهم بعض الناس، الذين تلوثت فطرتهم، أو حسنت نيتهم؛ غير حذرين ولا خائفين من إن القول على الله تعالى بلا علم يتضمن الكذب عليه، ونسبته إلى ما لا يليق به، وتغيير دينه وتبديله، ونفي ما أثبته، وإثبات ما نفاه، وعداوة من والاه، وموالاة من عاداه، وحب ما أبغضه، وبغض ما أحبه، وتحريم ما أحل، وتحليل ما حرم.

فقد سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن آية فقال: «أي أرض تقلني؟ وأي سماء تظلني؟ وأين أذهب؟ وكيف أصنع؟ إذا أنا قلت في كتاب الله برأيي، أو بما لا أعلم».


الجرأة على الله 


فالجرأة على الله والكلام بغير علم، جريمة وسوء أدب مع الله عز وجل، وقد قرن الله تعالى، القول عليه بلا علم بالشرك به فقال سبحانه وتعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} (الأعراف:33).

وقال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (الأنعام: من الآية144).

وسئل الشعبي عن مسألة فقال: لا أحسنها، فقال له أصحابه: ألا تستحي أن تقول: لا أعلم، وأنت فقيه أهل العراقين؟! قال: ولكن الملائكة لم تستح حين قالت: {سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (البقرة:32)؟!

فالعالم إذا تحدث بين وأوضح ورقق، والجاهل إذا تحدث فتن الناس وأضحكهم وغيب وعيهم، وقد جاء في القصة المشهورة عن أبي حنيفة حينما كان يجلس مع تلامذته في المسجد. وكان يمد رجليه بسبب آلام مزمنة في الركبة، وكان قد استأذن طلابه أن يمد رجليه لأجل ذاك العذر، وبينما هو يعطي الدرس، جاء إلى المجلس رجل عليه أمارات الوقار والحشمة، فقد كان يلبس ملابس بيضاء نظيفة، ذا لحية كثّة عظيمة، فجلس بين تلامذة الإمام، فما كان من أبي حنيفة إلّا أن عَقص رجليه إلى الخلف ثم طواهما وتربّع تَربّع الأديب الجليل أمام ذلك الشيخ الوقور وقد كان يعطي درساً عن دخول وقت صلاة الفجر.

وكان التلامذة يكتبون ما يقوله الإمام، وكان الشيخ الوقور، ضيف الحلقة، يراقبهم وينظر إليهم. فقال الضيف لأبي حنيفة من دون سابق استئذان: «يا أبا حنيفة إني سائلك فأجبني»، فشعر أبو حنيفة أنه أمام مسؤول ربّاني ذي علم واسع واطلاع عظيم فقال له: «تفضل واسأل».

فقال الرجل: «أجبني إن كنت عالماً يُتَّكل عليه في الفتوى، متى يفطر الصائم؟». ظنّ أبو حنيفة أن السؤال فيه مكيدة معينة أو نكتة عميقة لا يدركها علمه. فأجابه على حذر: «يفطر إذا غربت الشمس».

فقال الرجل ووجهه ينطق بالجدِّ والحزم والعجلة، وكأنه وجد على أبي حنيفة حجة بالغة وممسكاً محرجاً: «وإذا لم تغرب شمس ذلك اليوم يا أبا حنيفة فمتى يفطر الصائم؟!»

بعد أن تكشّف الأمر وظهر ما في الصدور وبان ما وراء اللباس الوقور، قال أبو حنيفة قولته المشهورة التي ذهبت مثلاً وقد كُتِبَتْ في طيّات مجلدات السِّيَر بماء الذهب: «آنَ لأبي حنيفة أن يمد رجليه».

اقرأ أيضا:

أشياء تستمد منها قوتك وتعزز إيمانك في وقت الشدة والمصائب

مداخل الشيطان


فالجدال بغير علم ولا هدي مبين، مدخل من مداخل الشيطان، حذر منه القرآن، وذم الذين يجادلون في الدين بغير علم، قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، «سورة الأعراف: الآية 33».

وعن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل»، ثم تلا قول الله تعالى: (... مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ)، «سورة الزخرف: الآية 58»,

وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من خطورة الرجل الذي لا تهدأ عنده غريزة الجدال، وتظل ثائرة لديه لأتفه الأمور، ويجادل حتى يقهر خصمه، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم»، كما توعد صلى الله عليه وسلم ذلك الصنف الذي يصر على الجدال في الباطل رغم علمه به، فقال صلى الله عليه وسلم: «ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع».

وقال الأوزاعي: إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل، ومنعهم العمل، وكان أبو قلابة يقول: لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم، فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة، أو يلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم".

فالجدال من أجل فتنة الناس وتحقيق الربح والشهرة هو عمل شيطاني، قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ)، «سورة الحج: الآية 3».

وقال سبحانه: (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ)، «سورة غافر: الآية 4»،

 وقال تعالى: (وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ)، «سورة الشورى: الآية 35».

لذلك ترك الجدال فيه مغالبة للنفس، ومدافعة لشهوة الظهور، ومن فعل ذلك فقد ضمن له النبي صلى الله عليه وسلم بيتاً في ربض الجنة. وأشار إلى أن ترك الجدال من كمال الإيمان، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة والمراء وإن كان صادقاً».



الكلمات المفتاحية

مداخل الشيطان الجرأة على الله الإفتاء بغير علم

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled فارق كبير بين الجاهل الذي يطلب العلم ويزكي ويطهر نفسه بالسؤال، وبين الجاهل المتكبر الذي يتجرأ على الله، فيفتي بغير علم، ويهرف بما لا يعرف، بل ويصل به