أجابت دار الإفتاء المصرية، في إحدى حلقات بثها المباشر عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبو"، على سؤال أحد المتابعين يقول فيه: "هل ممكن أن يستجيب الله لدعوتي رغم أني ارتكبت الكثير من الذنوب؟"
ورد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلا "الله سبحانه وتعالى ليس كالمخلوق.. فخزائنه لا تنفد"، مستشهدًا بقوله تعالى: " قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا".
ويضيف أمين الفتوى "بينما يقول الله سبحانه وتعالى عن نفسه انه واسع عليم وذو فضل عظيم، "أي حد هيتوب لله سبحانه وتعالى بعد الذنب ربنا هيتوب عليه".
وأوضح "شلبي" أنه حتى لو ارتكب الإنسان الكبائر كالزنى والشرك، فقد وعد الله تعالى بالتوبة على من تاب له، بل يبدل الله سيئاته حسنات، ونصح شلبي السائل قائلًا: "ادع وخلي تكالك على الله والله واسع عليم".
اظهار أخبار متعلقة
اظهار أخبار متعلقة
هل يجوز الدعاء على من ظلمني؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: "هل حرام أن أدعو على من حرمنا من أخي بأن يعذب في جهنم، وألا يدخل الجنة أبدًا؟".
وأجاب الدكتور محمد عبدالسميع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:
الله سبحانه وتعالى يقول: "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين"، وكانت هذه الآية توجيه للنبي صلى الله عليه وسلم، وأتبعها الله تعالى بقوله: "واصبر وما صبرك إلا بالله".
الأصل أنه يجوز للإنسان أن يدعو على من ظلمه، وأن يقتص منه بالطرق المشروعة، كأن يبلغ عنه، أو يعقد له جلسة عرفية، أو نحو ذلك"
إذا كان الإنسان لا يملك هذا يجوز له أن يدعو، ويجوز له في الحالة الأكمل أن يقول: "حسبي الله ونعم الوكيل"، فهي تفويض الأمر لله تعالى، وليست كما يفهم بعض الناس تنازلاً عن الحق، بل هي تفويض الأمر لله سبحانه وتعالى بأن يأخذ لي حقي، فهي من كمال الأدب، تشتمل على عدم الاعتراض، والمطالبة بالحق من الله سبحانه وتعالى.
اظهار أخبار متعلقة
هل يجوز الدعاء على من ظلمني وأنا أصلي؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول: "هل يجوز الدعاء على أحد وأنا أصلي؟".
وأجاب الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:
تصفية القلوب مع الله مطلوبة، فعلى الانسان ان يعود نفسه الا يدعو على أحد ولا يسب أحد، وانما عليه ان يلجأ الى الله، وسيأتي الله اليه بحقه أو يؤجره على ما سمع أو ما تأذى منه.
هل يجوز أن أتمنى الموت لأحد ظلمني؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول: "هل يجوز أن أتمنى الموت لأحد ظلمني؟".
وأجاب الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:
"إن من ظُلم فمن الأفضل أن يدعو الله أن يأخذ له حقه، وأن يقول مثلما علمنا الله تبارك وتعالى وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حسبنا الله ونعم الوكيل"، فيداوم على هذا الذكر فهذا أفضل من الدعاء على الميت.
هل يجوز الدعاء على الظالم؟
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول: "هل يجوز الدعاء على الظالم؟".
وأجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلاً:
يجوز للمظلوم الدعاء على الظالم، مصداقًا لقول الله تعالى: "لَا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا عَلِيمًا"، (النساء:148).
النبى -صلى الله عليه وسلم- دعا شهرًا كاملًا وقنت في صلاته على الّذين غرروا بأصحابه من قبائل رِعْلٍ ذكوان وبني لحيان وعصية، حيث غدروا بسبعين من الصحابة وقتلوهم، ودعا عليهم باللعنة.
روي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما- قَالَ: "قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ، يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ" أخرجه وأبو داود (1443)، وفي لفظ لمسلم (679): "اللَّهُمَّ الْعَنْ بَنِي لِحْيَانَ، وَرِعْلًا وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ عَصَوْا اللهَ وَرَسُولَهُ".
يجوز الدعاء على الظالم بجملة "حسبي الله ونعم الوكيل"؛ لأنها دعاء بمعنى "يارب انتصر لي والانتقام من الظالم".