ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية من امرأة تقول: "أشعر أن الله أنعم علي بكثير من النعم، وأتمنى أن يديمها علي ويزيدها فماذا أفعل؟".
وأجاب الدكتور عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:
الشكر كما تحدث عنه حجة الإسلام أبو حامد الغزالي: مجموع خلال ثلاث، علم وحال وفعل، فالعلم أن يعلم العبد أن الله هو الذي أنعم، وأنه مصدر النعم سبحانه وتعالى، ولذا قال موسى عليه السلام: يارب العالمين خلقت آدم بيدك ونفخت فيه من روحك وعلمته الأسماء كلها وأسجدت له ملائكتك، فكيف كان شكره لك؟، قال: يا ابن عمران متى علم أن النعمة مني فقد شكرني.
أما الحال، فهو استشعار المنعم في قلب العبد بأنه الذي تفضل وأوجد وأمد لا لفضل من العبد، لأن أفعال الله ليست غائية، أي ليس لها علة، فالعبد يعطي ليأخذ، أو ليمتنع عنه الضر، أما الله فيفعل ما يشاء، كيف يشاء، متى شاء دون علة توجب عليه ذلك.
أما الفعل فهو أن توجه ما أنعم الله به عليك فيما هو مناسب لهذه النعمة، فأعطاك سمعًا يسمع به كل طيب، أعطاك لسانه انطق به كل طيب، أعطاك عينًا انظر بها إلى كل طيب، أعطاك عقلًا ففكر فيه في كل ما هو نافع.
توجه بهذه النعم إلى ما خلقت له من أفعال الخير، "اعملوا "آل داود شكرًا وقليل من عبادي الشكور"، من لم يشكر النعمة يتعرض لزوالها، ومن شكرها فقد قيدها بعقالها، "ولئن شكرتك لأزيدنكم".