عزيزي المسلم، لو تعلم كم يحبك الله عز وجل، لما وقعت في ذنب واحد أبدًا طوال حياتك، أوتدري أنه سبحانه وتعالى يحنو عليك في كل لحظة، ويتابع أحوالك في السراء والضراء، بل ويسأل عليك ملائكته، حتى أنه عندما تبكي في الليل، يهتز عرش الرحمن ويقول من أبكى عبدي؟ فتقول الملائكة :أنت أعلم فيسخر الله الملائكة ليضحكك فترجع وتقول الملائكة: يارب عبدك لم يضحك فتبكي الملائكة على حالك وتقول :يارب أنت أعلم ما بصدر عبدك فيسر له فيقول الله للملائكة إنه يبكي على شيء يحبه فأتعبه، وعزتي وجلالي ما خسره إلا لأعوضنه بجبرًا يتعجب منه أهل السماء والأرض.. فهذا هو حب الله لك، فأين حبك أنت له؟.
الله أحن عليك من أمك
قد يتصور الإنسان أن حنان أمه عليه، لهو الأعظم على الإطلاق، بينما لا يعلم أن حنان الله هو الأعظم ولا يقارن بأي حب أو حنان مهما كان.
فقد روى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قد قُدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم، بسبي، فإذا امرأة من السبي تسعى، إذْ وجدت صبيًّا في السبي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أترون هذه المرأة طارحةً ولدها في النار؟»، قلنا: لا والله، فقال: «الله أرحم بعباده من هذه بولدها»، فإذا كانت والدة الإنسان هي أرحم أهل الأرض بالولد عادة، فهي أرحم من أبيه، وهي أرحم من جميع أقربائه، فضلاً عن البعيدين، فإن الله تبارك وتعالى، أرحم بعبده من هذه بولدها، وينبغي أن تُفهم هذه الأحاديث فهمًا صحيحًا، والله عز وجل يقول: «نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ» (الحجر:49-50).
اقرأ أيضا:
لو عايز تعيش مطمئنًا هادئ القلب خاليًا من الهموم والغموم.. تعامل بهذه الطريقةلكي يحبك الله
وحتى تكون ممن يحبهم الله عز وجل، فعليك أن تتخذ أنت أيضًا بعض الخطوات الدالة على ذلك، بأن تحرص على اتباع سنة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، في كل شأنٍ من شؤون حياتك، وأن تلتزم بالسير على هدْيه والتزام طريقته، فمثل هؤلاء يستحقون بلاشك محبة ربهم القائل سبحانه وتعالى: « قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ » (آل عمران: 31).
فإذا أحبك الله كان معك أينما كنت، ولمّ لا وهو الذي يقول في حديثه القدسي: «من عادى لي ولياً فقد آذنته بحرب مني، وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ومازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها وإذا سألني لأعطينه وإذا استغفرني لأغفرن له وإذا استعاذني أعذته».