مرحبًا بك يا عزيزتي..
قرأت رسالتك، ومكثت أفتش عن سطر أو كلمات توضح رأيك أنت في العودة، ورؤيتك لامكانيتها من عدمه فلم أجد!
وصفتي العلاقة بأنها كانت عذاب، ومعاملة صعبة، ثم طلاق على الابراء وهو يعني تخليك عن كل حقوقك للحصول على الطلاق والانعتاق من العلاقة، فكيف يمكن تصور العودة لعلاقة هذا هو "تاريخها" و"ماضيها"؟!
هل تغير طليقك للأفضل مثلًا؟! هل اعترف بأخطاء وقع فيها في العلاقة؟! هل اعتذر عما فعله من تصرفات مسيئة لك وللعلاقة الزوجية؟!
هل أصبح في نسخة أفضل؟!
لا أعرف هل هو القائل "كتر خيره أنه بيرجعني" أم أنت؟! هل هذه رؤيتك لنفسك أم رؤيته لك؟ هل يرى نفسه متفضل عليك بالزواج من جديد؟! هل يرى عدم استحقاقك لشرف العودة والنعيم وترين أنت أيضًا عدم استحقاقك؟!
لو أن الاجابات بنعم فهذا يعني أن هناك إعادة لسيناريو الفشل والإساءة من جديد لدوافع شخصية لا أعلمها لدى طليقك ولكنها بالتأكيد ليست جيدة ، ولا "سوية" ولا تصب في مصلحتك ولا مصلحة علاقة زوجية سوية.
هل تريدين العودة بالفعل يا عزيزتي على الرغم من هذه المعطيات؟! أنت محتاجة للاجابة عن السؤال مع نفسك ومعرفة السبب أيضًا.
أعرف وأتفهم صدمة الطلاق، وأعرف وأتفهم اضطراب الارتباط بالمؤذي في علاقة قريبة كالزواج، وأعرف أنها كلها قد تكون دوافع للعودة، دوافع مرضية، لذا أتفهم أيضًا أن الحل في التعافي في صدمة الطلاق وتشوهات العلاقة المسيئة السامة وآثارها على شخصيتك مما يؤثر على قراراتك، وتصورك عن نفسك، وحياتك بعد الطلاق.
أهلك محقون يا عزيزتي، فلا تعارضيهم، ولا تضيعي نفسك وحقوقك من جديد، واحفظي كرامتك، واحمي حدودك النفسية والعاطفية من اختراقات واستباحات أي مؤذي سواء كان طليقك أو أي شخص آخر، وسارعي بالتماس التعافي النفسي مع معالجة نفسية ثقة وماهرة، بعدها، عندما تصبحين في نسختك الأفضل، السوية، المتزنة، المتعافية، يمكنك أن تتخذي قرارت مسئولة يعول عليها.
ودمت بكل خير ووعي وسكينة.