كيف تتعامل مع الارتفاع الجنوني في الأسعار؟.. حل إيماني
بقلم |
عمر نبيل |
الاثنين 30 سبتمبر 2024 - 11:41 ص
أسعار السلع هذه الأيام تشهد ارتفاعات غير عادية، جرّاء تطورات عالمية، قد لا نكون لنا أي دخل فيها، إلا أن ما يصيب العالم يصيبنا بالتبعية.. (تعويم .. تضخم .. ارتفاع أسعار)، من ثمّ كثيرون قد لا يستطيعون بالفعل زيادة دخلهم، لكن إن لم تكن قادرًا على زيادة دخلك فاعلم أنك بالفعل تستطيع أن تزيد (بَرَكته)، والطريق إلى ذلك يتطلب أن تحاول أن تُكثر من الصدقات الأيام المقبلة، وأن توسع على كل محتاج ممن حولك قدر استطاعتك، صدقًا حينها ستجد فرق حقيقي في بركة رزقك، يقول تعالى في كتابه العزيز: «لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)، «سورة آل عمران: الآية 92».
إصلاح النية
كثيرون جربوا هذا الأمر ورأوا بركة غير عادية في أموالهم، لكن الأهم مع ذلك هو إصلاح النية، فأنت تتصدق لأجل الله عز وجل وفقط، وهنا المقابل سيكون رضا الله عز وجل عنك، فيمنحك بركة لا يمكن تخيلها، هذه هي المعادلة، أن تنفق بنية إرضاء الله، فيمنحك الله رضاه بالفعل في شكل بركة لا يمكن تخيلها.
وبالتالي، كلما شعرت بالخوف أو الضيق تذكر أن رزق ربك لا يمكن أن يتأثر بأي ظروف مهما كانت، ولا تنطبق عليه قوانين الدنيا أبدًا، فقط ضع نصب عينيك، الحديث القدسي، يقول الله عز وجل: «يا بن آدم أَنفِق = أُنفِق عليك»، وإياك أن تنسى أيضًا الحديث الشريف إذ يقول رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم: «ما نقص مال من صدقة»، كما عليك تدبر هذه الآية الجليلة، إذ يقول المولى عز وجل: «وَمَا أَنفَقتُم مِن شَيءٍ = (فَهُوَ) يُخلِفُهُ ، وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ».
أبواب البر
عليك أن تعي يقينًا أن أحد أبواب البر التي يحصل عليها المنفقون والمتصدقون في سبيل الله هو الزيادة والسعة في الرزق بمعنى أن الصدقة هي واحدة من مفاتيح الرزق، والله تعالى حث المسلم مرارًا على التصدق وربط بين الصدقة والزيادة في الرزق في كثير من الآيات القرآنية الكريمة، حيث يقول سبحانه وتعالى: «مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ»، «سورة البقرة: 245».
ويقول المفسرون إن هذه إشارة واضحة وصريحة إلى أن الصدقة ترجع لصاحبها حقيقة، ناهيك عن الأجر، حيث سماها «قرضًا»، والقرض حقه السداد، والمقترض هو الله سبحانه ولا أحد أوفى منه، وهكذا، فإن رجوعها مؤكد لاشك، وهو ما يؤكده النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم في قوله: «هل تُنصرون وترزقون إلا بضعفائكم».