تمكن علماء بريطانيون من تعديل التركيب الجيني للطماطم، لتصبح مصدرًا جديد لفيتامين د، للمساعدة في علاج سوء التغذية، والحفاظ على صحة العظام والأسنان والعضلات.

وتنتج الطماطم اللبنات الأساسية لفيتامين د، والذي يتم تحويله لاحقًا إلى مواد كيميائية أخرى، لكن عالمة الأحياء النباتية كاثي مارتن في مركز جون إينيس في نورويتش ببريطانيا، وزملاءها نجحوا في إجراء تعديل جيني عليها لمنع هذا التحول، وحتى تكون مصدرًا لفيتامين د.

وتحتوي أوراق الطماطم بشكل طبيعي على إحدى اللبنات الأساسية لفيتامين (د 3) التي تسمى (7 دي.إتش.سي)، ويعتبر فيتامين (د 3) هو الأفضل في رفع مستويات فيتامين (د) في الجسم.

وعدَّل العلماء جينوم النبات بحيث يتراكم (7 دي.إتش.سي) بشكل كبير في ثمار الطماطم، وكذلك الأوراق.

ووفقًا للدراسة المنشورة في دورية "نيتشر بلانتس"، فإن كمية بروفيتامين د3، تساوي تلك الموجودة في بيضتين متوسطتي الحجم، أو حوالي ملعقتين كبيرتين من التونة في الطماطم المعدلة وراثيًا.

وعندما تتعرض الطماطم للأشعة فوق البنفسجية في المختبر، يتم تحويل بعض من فيتامين د3 إلى فيتامين د.

اظهار أخبار متعلقة

الاستخدام التجاري للطماطم المعدلة وراثيًا

ومع ذلك، فإن الطماطم المعدلة وراثيًا لم يتم تطويرها للاستخدام التجاري، ولم يُعرف بعد كيف ستنجح عندما تنمو في الخارج، وفقًا لبيان عن الدراسة.

وذكرت صحيفة "الجارديان"، أنه من المتوقع أن تبدأ التجارب الميدانية في الهواء الطلق في بريطانيا الشهر المقبل، مما قد يساعد في معالجة سوء التغذية المرتبط بنقص فيتامين د، وخاصة لدى النباتيين.

وجاءت الدراسة في ظل الأرقام التي تكشف أن حوالي واحد من كل ستة بالغين في بريطانيا لديه مستويات منخفضة من فيتامين (د)، مما قد يؤدي إلى إعاقات وآلام في العظام، حسبما قال مسؤولون.

وأظهرت النتائج أن ما يقرب من 20 في المائة من الأطفال في بريطانيا لديهم مستويات أقل من فيتامين (د) وفق توصيات الحكومة، كما أن كبار السن، والمقيمين في المنزل، والمجتمعات السوداء والمنحدرين من جنوب آسيا أكثر عرضة لأن يكون لديهم تراجع في مستويات فيتامين (د).

والمصدر الرئيسي لفيتامين (د) الضروري لصحة العظام والأسنان والعضلات يأتي من أشعة الشمس، لكن لا يوجد ما يكفي من ضوء الشمس خلال أواخر الخريف وأوائل الربيع والشتاء في بريطانيا للحصول عليه.

لذا، فإنهم يعتمدون على المصادر الغذائية بدلاً من ذلك، وهو ما يمثل تحديًا للنباتيين بشكل خاص لأن النباتات عمومًا مصادر فقيرة للمغذيات.

قال جاي بوبي، أستاذ علم البيئة في جامعة ساوثهامبتون، إن "الطماطم المعدلة وراثيًا لتراكم فيتامين د3 بمستويات أعلى من الإرشادات الغذائية الموصى بها يمكن أن تؤدي إلى صحة أفضل للكثيرين خاصة وأن الطماطم يمكن الوصول إليها على نطاق واسع ويمكن تناولها بسهولة".