أخبار

الأدلة على أن النبي يردّ السلام على من يُسلم عليه!

من روائع سيرة الصديق.. أفضل الصحابة وأقربهم لقلب رسول الله

لماذا يأمرنا الله بالسياحة في الأرض؟ (الشعراوي يجيب)

الخشوع أول ما يرفع من الأرض.. وهذا هو الدليل

كيف تتعامل مع الإنسان ببره وفجوره.. وكيف تحسم أمرك معه؟

خطيبي يحدثني عن عدم العمل بعد الزواج وأنا رافضه لكنني أحبه.. ما الحل؟

أنا عايشة معه فقط عشان الأولاد .. حال كثير من الزوجات.. فما النصيحة؟

20 نصيحة للحجاج قبل السفر لأداء المناسك

لماذا يصيبنا الهم والقلق؟ اعرف والزم

يارب خد بأيدينا إليك .. معنى رائع لـ "الهداية" أول مرة تسمعه لا يفوتك

"ولكن لا تحبون الناصحين".. لماذا يكره البعض النصيحة؟

بقلم | أنس محمد | السبت 22 يوليو 2023 - 02:49 م

إذا أردت أن تخسر صديقا لك في الوقت الحالي، فهناك طريق واحد فقط هو أن تنصحه، وربما يخسرك هو أيضا إذا نصحك، فقد تشعر في الوقت الحالي أن تبادل النصيحة بين المسلمين هو أسهل طريق لخسارة الصديق لصديقه، والقريب لقريبه، والابن لأبيه وأمه، والجار لجاره.

وكأن النصيحة هي في عقلهم عنوان على النقيصة، وليست كما قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: " الدين النصيحة .. قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم".

فالبعض ينظر للنصيحة على أنها انتقاصا من حقه، وليست على أنها من باب تبادل الخير بين المسلمين، ومن قبيل أن يكون المسلم عونا لغيره على الطاعة، وعلاج العيوب، والتبرؤ من كل شر، ومعالجة الخلل، فترى البعض يحمر وجهه وينتفض حال وجهت له كلمة تدله فيها على صلاح أمره وأحواله.

والنصيحة هي سبب الخيرية لأمة محمد صلى الله عليه وسلم: " كنت خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر".

والنصيحة هي الدين، وهي الإخلاص في الشيء، والصدق فيه، حتى يؤدى كما أوجب الله، فالدين هو النصيحة في جميع ما أوجب الله، وفي ترك ما حرم الله، وهذا عام يعم حق الله، وحق الرسول، وحق القرآن، وحق الأئمة، وحق العامة.

اقرأ أيضا:

الأدلة على أن النبي يردّ السلام على من يُسلم عليه!

والنصيحة كما تقدم هي الإخلاص في الشيء والعناية به، والحرص على أن يؤدى كاملًا تامًا لا غش فيه ولا خيانة ولا تقصير، يقال في لغة العرب: ذهب ناصح، أي ليس فيه غش. ويقولون أيضا: عمل ناصح، يعني ليس فيه غش.

وقد حذر القرىن الكريم من هذا السلوك، ووصف به المشركين قال تعالى: " فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَٰقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّى وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ ٱلنَّٰصِحِينَ" سورة الأعراف.

فقد أعرض نبي الله صالح عليه السلام عن قومه -حين عقروا الناقة وحل بهم الهلاك- وقال لهم: يا قوم لقد أبلغتكم ما أمرني ربي بإبلاغه من أمره ونهيه، وبَذَلْت لكم وسعي في الترغيب والترهيب والنصح، ولكنكم لا تحبون الناصحين، فرددتم قولهم، وأطعتم كل شيطان رجيم.

والإسلام يكشف لنا أن قبولَ النصح والاحتفاء بالتذكير سجيةٌ جميلة ومنقبة جليلة وخلّة محمودة وخلق كريم، يستبين به كمالُ عقل المنصوح ونُبل نفسه وسلامةُ سريرته وصفاء طويّته؛ فإنه يوقن بثاقب نظره وسديد رأيه أن النقص محقّق، وأن الكمال عزيز، وأن القصور محيط بالبشر لازمٌ لهم لا ينفكّ عنهم، وأنَّه لا يتمّ جبر الكسر وإقامة العِوج إلا بفضل الله وبرحمته ثم بمعونة هؤلاء الناصحين من الصادقين المخلصين.

ولعِظم مقام النصح وشرفِ منزلته وسموِّ مرتبته كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشرطه على من يبايعه على الإسلام من الصحابة الكرام؛ فقد أخرج البخاري -رحمه الله- في صحيحه عن زياد بن علاقة أنه قال: سمعت جرير بن عبد الله يقول يومَ مات المغيرة بن شعبة بعد أن قام فحمد الله وأثنى عليه وقال: "عليكم باتقاء الله وحده لا شريك له، وعليكم بالوقار والسكينة حتى يأتيَكم أمير، فإنما يأتيكم الآن، ثم قال: استعفوا لأميركم -أي: اطلبوا له العفو من الله-، فإنه كان يحبُّ العفو، ثم قال: أما بعد: فإني أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: أبايعك على الإسلام، فشرط عليّ: " والنصح لكل مسلم" -أي: وعلى النصح لكل مسلم-، فبايعته على هذا، وربِّ هذا المسجد إني لناصح لكم، ثم استغفر ونزل -رضي الله عنه وأرضاه-.
وفي قول الله "فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين"، يقول الشيخ احمد عيسى المعصراوي: "يتكرر هذا في كل زمان إذا كنت ناصحا فلابد أن تجد مخالفا لا يحب كلامك .. فلا تقلق..اللهم اجعلنا من الناصحين الصابرين".

و سجلت الحضارات والقيادات والأمم موتها حين وأدت النصحَ والنصيحةَ في أفواه الناصحين، ولقد سجلت القيادات والحضارات والأمم أنها احتُضرت لأنها قالت للناس عن الناصحين: إنا نخاف أن يبدلوا دينكم ويُظهروا في الأرض الفساد!.. وسجلت احتضارها حين وهِمت أن أصدقاءها هم أعداؤها، وأن أعداءها هم أصدقاؤها! وأبغضت من يقول لها: يا قوم لكُمُ الملك اليوم ظاهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا؟".

كما سجل القرآن أعظم فرية في الزمان، حكى فصولَها فرعونُ وهامان، حين أوهم البلهاء أن هؤلاء النصحة ما هم إلا شرذمةٌ تريد أن تبتلعهم، وتذهبَ بالطريقة المثلى لهم، وتخرجَهم من ديارهم.

اقرأ أيضا:

الخشوع أول ما يرفع من الأرض.. وهذا هو الدليل

الكلمات المفتاحية

شروط النصيحة لماذا لا نحب النصيحة اهمية النصيحة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled إذا أردت أن تخسر صديقا لك في الوقت الحالي، فهناك طريق واحد فقط هو أن تنصحه، وربما يخسرك هو أيضا إذا نصحك، فقد تشعر في الوقت الحالي أن تبادل النصيحة بي