قليل من الناس -للأسف- لا يعرف أن للوطأ أو الجماع، آداب وضعها الإسلام، لتكون حِرزًا وحِفظًا للزوجين من جهة، وسببًا لمتعة الطرفين من جهة أخرى، إلا أنه ترى كثير من الناس لا يعرف حقيقة هذه الأمور ما يوقعه في مشاكل جمة.
ومن ذلك أن كثيرًا من الناس لا يعرف أن للجماع دعاء في البداية يحمي الزوجين من براثن الشيطان، فضلاً عن أن كثير من الأزواج يتصور أن الأمر يتعلق براحته ومتعته هو فقط، دون النظر لحقوق الزوجة في الفراش، وهو أمر نبه إليه الشرع الحنيف.
وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله، قال: باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك، لم يضره شيطان أبدًا».
حظ الزوجة
أيضًا من آداب الجماع (حظ الزوجة)، فعلى الزوج ألا يكون أنانيًا في الفراش، وألا يتصور أن الأمر مجرد متعته هو وفقط، ومن هذه الآداب ملاعبة الزوجة قبل الجماع لتنهض شهوتها فتنال من اللذة ما ينال، وذلك لما رواه الديلمي في مسند الفردوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول، قيل: وما الرسول يا رسول الله؟ قال: القبلة والكلام».
فينبغي على الزوج أن يعف زوجته، وينبغي له أن يراعي آداب الجماع المتقدم بيانها، وأن لا يسرع في قضاء وطره قبل أن تقضي وطرها، وإذا كان يعاني من سرعة الإنزال، فينبغي له أن يبحث عن طريقة أو دواء يعمل على تأخير الإنزال، وينبغي للزوجين أن يتفاهما ويتصارحا في هذا الأمر ويبحثا عن طريقة مُرضية للطرفين، وللزوجة أن تخبر زوجها عن الطريقة التي تناسبها والأسلوب الذي يرضيها.
آداب منسية
للجماع آداب ولكنها للأسف منسية، وهو ما يؤدي إلى وجود مشاكل جمة بين الزوجين، فللجماع آداب حث عليها الإسلام، وصولاً به إلى العمل الكريم اللائق بالإنسان، وتحقيقًا للأهداف المرجوة من النكاح، ومن ذلك، التطيب قبل الجِماع، ففي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيطوف على نسائه ثم يصبح محرمًا ينضخ طيبًا»، ومنها أيضًا (ملاعبة الزوجة قبل الجماع) لتنهض شهوتها فتنال من اللذة ما ينال، ومنها (ما يقال عند الجماع).
وأيضًا على كل مسلم أن يتعرف جيدًا أوضاع الجِماع الجائزة، إذ أنه لا يجوز الجماع إلا في الفرج الذي هو موضع الولادة والحرث، سواء جامعها فيه من الأمام أو من الخلف.
فقد روى البخاري ومسلم عن جابر رضي الله عنه قال: كانت اليهود تقول: إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول، فنزلت: « نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ» (البقرة 223).
اقرأ أيضا:
ليست كلها ضدك.. أسباب تحول بينك وبين استجابة الدعاء