من الشخصيات الإسلامية التاريخية يوشع بن نون، هو هذا الفتى الذي ذكرت قصته في القرآن مع نبي الله موسى عليه السلام ووردت في حقه أحداث مواقف كثيرة في السيرة.
يوشع بن نون فتى موسى عليه السلام:
وهو هذ الفتى الذي رافق نبي الله موسى عليه السلام في رحلته للعبد الصالح والتي ذكرت في سورة الكهف.
وقد أوضح القرآن قصته مع موسى عليه السلام قصتهما في سورة الكهف، كما جاءت أخبار له على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد ثبت في "صحيح البخاري"، وفي "صحيح مسلم" من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثُمَّ انْطَلَقَ هُوَ وَفَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ، حَتَّى إِذَا أَتَيَا الصَّخْرَةَ وَضَعَا رُءُوسَهُمَا).
يوشع بن نون بني إسرائيل:
ومن الأمور المهمة جدًا والتي ينبغي أن تذكر عند حديثنا على يوشع بن نون أنه أحد أنبياء بني إسرائيل فيما بعد، كما أنه أشهر قادة ورموز بني إسرائيل التاريخية.
ومما ورد في سيرة الحافظ ابن كثير رحمه الله عن شأن نبوة نبي الله يوشع بن نون أنه قال: "قام بأعباء النبوة بعد موسى وتدبير الأمر بعده: فتاه يوشع بن نون عليه السلام، وهو الذي دخل بهم بيت المقدس".
فهو إذًا نبي من أنبياء الله بعثه الله لبني إسرائيل وقد تولى مقام النبوة بعد موت موسى عليه السلام، وقد جاء خبره في السنة النبوية في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ عَلَى بَشَرٍ إِلَّا لِيُوشَعَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ) رواه الإمام أحمد في "المسند"، وقال المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة: إسناده صحيح على شرط البخاري، وكذا قال الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية"، وصححه ابن حجر في "فتح الباري"، والألباني في "السلسلة الصحيحة".
يوشع بين النصارى واليهود:
جاء في الموسوعة اليهود واليهودية والصهيونية أن (يوشع)، أو (يشوع) "هو المقابل العربي للاسم العبري يهوشواع ومعناه يهوه [الرب] هو الخلاص، ويشوع بن نون، كان اسمه في البداية شواع، وأضاف موسى الجزء الأول فصار يهوشواع، ثم دعاه موسى يشوع. وهو يُسمَّى أيضاً يوشع . وهو خليفة موسى وخادمه ، وابن نون من سبط إفرايم.
وحينما ننظر للعهدين القديم والجديد فيما يخص يوشع بن نون نجده ان نظرتهما مختلفة ففي حين يرى العهد القديم أنه نبي وقائد عسكري قاد القبائل العبرانية إلى أرض كنعان، فإن أنصار العهد الجديد أنه استمر في الحكم مدة ثمانية وعشرين عاماً ، فقسَّم الأرض التي احتلوها بالقرعة على القبائل العبرانية ، واستثنى اللاويين الذين قاموا بالأعمال الكهنوتية ، وترك ست مدن على الشاطئين الأيمن والأيسر لنهر الأردن لتكون ملجأ للمشرَّدين من العبرانيين.
كما أنهم يرون قد اقترن اسم هذا النبي الكريم في المعرفة التوراتية والثقافة الإسرائيلية بالقائد العسكري الصلب الذي استعمل جميع الأساليب المحظورة في سبيل تثبيت عرش دولة العبرانيين ، كالحرق والهدم والابتزاز بالعاهرات، وهذا لا شك افتراء فالأنبياء معصومون حسب عقيدتنا.
التسمية بيوشع:
وتجدر الإشارة لمسألة طرحت مؤخرا عن حكم التسمية بيوشع.. وهذه المسألة إجابتها تتلخص في النظر لمدلول الاسم وما احيط به من مغالطات فإذا كان التسمي بأسماء الأنبياء مستحب كما ذكر العلماء فإن التسمية به الآن حمل دلالات كثيرة وتجلب الكثير من العنت والتضييق على من يتسمى به فهذا لم يستحب تسمية الابن باسم " يوشع "، بل نكره ذلك ؛ لأنه قد اقترن بالديانة اليهودية كثيرا ، بالقدر الذي وصفته.