كشفت العديد من الدراسات الحديثة، أن فيروس كوفيد – 19 يمكن أن يتسبب في أمراض دماغية خطيرة ومميتة، بعد أن أظهرت أن الأشخاص الذين يصابون بالفيروس هم أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية أكثر من غير المصابين.

وفي حين أن الخبراء لا يعرفون سبب حدوث ذلك، فإن هناك طرقًا مختلفة تساهم في الحفاظ على صحة العقل قدر الإمكان لتجنب الإصابة بالمرض، بحسب صحيفة "ذا صن".

في دراسة جديدة نُشرت في مجلة "برين ساينس"، أوضح الخبراء أفضل السبل للحفاظ على دماغك في أفضل حالاته ومنع التدهور المعرفي، تتمثل في الآتي:

1. ممارسة الرياضة البدنية

من المعروف على نطاق واسع أن النشاط مفيد للجسم، كما أي شكل من أشكال النشاط البدني المنتظم مفيد للدماغ.

ويقول باحثون نرويجيون: "يساعد أسلوب الحياة النشط على تطوير الجهاز العصبي المركزي ومواجهة شيخوخة الدماغ".

ووجدت دراسة نشرتها جامعة كولومبيا البريطانية، أن التمارين الهوائية المنتظمة تزيد من حجم الحُصين - وهي منطقة دماغية تشارك في الذاكرة اللفظية والتعلم.

والتمارين الهوائية هي النوع الذي يجعل القلب يضخ ويتعرق، على عكس تدريبات العضلات أو الوزن.

ووجد باحثون في جامعة كوينزلاند، أن التدريبات عالية الكثافة تحافظ على تدفق الدم إلى الدماغ.

2. النشاط الاجتماعي

يعد البقاء على اتصال مع الأصدقاء وأفراد الأسرة أو إيجاد طريقة للتفاعل مع الآخرين بانتظام أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة الدماغ.

ويقول الباحثون: "العلاقات مع الآخرين، والتفاعل معهم، يساهم في عدد من العوامل البيولوجية المعقدة التي يمكن أن تمنع تباطؤ الدماغ".

ولطالما ارتبط الشعور بالوحدة بالتدهور المعرفي وتطور مرض الزهايمر. ووجدت دراسة أمريكية، نظرت في أدمغة البالغين الأصحاء، أن أولئك الذين أبلغوا عن الشعور بالوحدة لديهم مستويات أعلى من الأميلويد القشري - وهي علامة تستخدم للمساعدة في تشخيص الخرف ومرض الزهايمر.

اقرأ أيضا:

للحصول على نوم جيد.. كل ولا تأكل (نصائح لا تفوتك)

3. اهتمامات وهوايات قوية وعاطفية

ويوضح الباحثون، أن وجود اهتمامات والاستعداد للتعلم يمكن أن يساعد في إبطاء تدهور الدماغ.

والشغف، أو وجود اهتمام قوي بشيء ما، يمكن أن يكون هو العامل الدافع الحاسم الذي يقودنا إلى تعلم أشياء جديدة. ويقول الباحثون: "بمرور الوقت، يؤثر هذا على تطوير وصيانة شبكاتنا العصبية".

وأظهرت الدراسات أن كبار السن الذين لديهم هوايات أو الذين يحاولون الانخراط في الأنشطة الاجتماعية قد يتقدمون في العمر بشكل أبطأ.

وتقول جمعية (Age UK) البريطانية المعنية بكبار السن: "تشير الأبحاث إلى أن وجود روابط وثيقة مع الأصدقاء والعائلة، والمشاركة في أنشطة اجتماعية ذات مغزى، قد يساعد الناس في الحفاظ على مهارات التفكير لديهم بشكل أفضل في وقت لاحق من الحياة ويبطئ التدهور المعرفي".

وأضافت: "يبدو أن الأشخاص المنخرطين اجتماعيًا لديهم مخاطر أقل للإصابة بالخرف، لكن الأدلة ليست قوية بما يكفي لاستخلاص استنتاجات مؤكدة".

ووجد بحث سابق أن كوفيد – 19 يمكن أن يفقد عشر نقاط من معدل الذكاء لدى الشخص ويؤدي إلى تقدم العقل بمقدار 20 عامًا. ويمكن أن يعاني الأشخاص الذين يدخلون المستشفى بسبب الفيروس من تلف في الدماغ يستمر لمدة تزيد عن ستة أشهر.

في غضون ذلك، وجد باحثون آخرون أن الأشخاص الذين يصابون بـ كوفيد – 19 معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بإصابات خطيرة في الدماغ لمدة تصل إلى عام بعد الإصابة، حتى أولئك الذين لم يصابوا بالمرض.

ويقول خبراء أمريكيون إن النوبات ومشاكل الذاكرة واضطرابات الحركة من بين المشكلات التي يعاني منها المرضى بعد الإصابة بالفيروس.