من الثابت شرعا في علامات قيام الساعة خروج يأجوج ومأجوج.. والسؤال من هم وما أوصافهم وأين مكان وجودهم اليوم.. وكيف ستنتهي قصتهم؟
يأجوج ومأجوج في القرآن:
جاء ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن الكريم وأنهم موجودون خلف سد أقامهم ذو القرنين ليقي الناس شرورهم قول قوله تعالى:{حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولاً * قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدًا .. الآيات}..
كما دلت الآيات أنهم سيظلون خلف هذا السد المنيع لا يخرجون حتى قرب قيام الساعة ساعتها سينقبون السد ويخرجون قال تعالى: {فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء}.. وخروجهم سيكون مفزعا لأهل الأرض لما لهم من هيئة ونهم للماء فينتشرون في الأرض فيشربون ماءها قال تعالى: {حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون}.
خروج يأجوج ومأجوج من علامات الساعة:
وليس هنام وقت معين لخروجهم لكن لاشك أن خروجهم دليل قطعي لقرب قيام الساعة، وفي وقت يغلب على أهله الشر والفساد، قال - صلى الله عليه وسلم -: ( لن تقوم الساعة حتى يكون قبلها عشر آيات؛ طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، وخروج يأجوج ومأجوج .. ) رواه أبو داود .
وعندما دخل – صلى الله عليه وسلم – على زوجته زينب بنت جحش - رضي الله عنها – فزعاً وهو يقول: (لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من سدِّ "يأجوج ومأجوج" مثل هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت له زينب: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا كثر الخبث ) رواه البخاري.
أوصاف يأجوج ومأجوج:
وردت أوصاف كثيرة لوصف يأجوج ومأجوج لن نريد أن ننساق إليها كونها جاءت من روايات ضعيفة غير أن ما صح من أوصافهم أنهم يخرجون على الناس فيشربون مياه الأنهار، ويمرون على بحيرة طبرية فيشربها أولهم، فيأتي آخرهم فيقول: لقد كان هنا ماء !! ويتحصن الناس خوفاً منهم، وعندئذ يزداد غرورهم ويرمون بسهامهم إلى السماء فترجع وعليها آثار الدم فتنةً من الله وبلاءً، فيقولون: قهرنا أهل الأرض وغلبنا أهل السماء، فيرسل الله عليهم دوداً يخرج من خلف رؤوسهم فيقتلهم، فيصبحون طعاماً لدواب الأرض حتى تسمن من كثرة لحومهم وبهذا تنتهي قصتهم وتعود للأرض بركتها ويحج الناس بيت الله الحرام..
يأجوج ومأجوج من أكثر أهل النار:
ومن الثابت في يأجوج ومأجوج أنهم أكثر أهل النار، ففي الحديث أن الله عز وجل يقول لآدم يوم القيامة: أخرج بعث النار، فيقول: وما بعث النار ؟ فيقول الله: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، ففزع الصحابة – رضي الله عنهم – وقالوا: يا رسول الله وأينا ذلك الواحد ؟ فقال – عليه الصلاة والسلام-: ( أبشروا فإن منكم رجلاً ومن يأجوج ومأجوج ألفاً ) رواه البخاري .
أين مكان يأجوج ومأجوج الآن؟
ولعل من أهم الأسئلة التي توجه في قصة يأجوج ومأجوج هو هل هم موجودون الآن.. وأين مكان وجودهم؟
وهذا السؤال إجابته يسيرة نعم هم موجودون الآن وأنهم خلف السد الذي بناه ذو القرنين إلى أن يأذن الله بخروجهم قبل قيام الساعة فينقبون السد؛ فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في السد قال: يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه قال الذي عليهم ارجعوا فستخرقونه غدا، فيعيده الله كأشد ما كان حتى إذا بلغ مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس، قال الذي عليهم ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله واستثنى قال: فيرجعون فيجدونه كهيئته حين تركوه، فيخرقونه فيخرجون على الناس. وهذا الحديث قد صححه الشيخ الألباني وغيره.
أما مكان السد على وجه التحديد فلا يمكن القطع به لأنه لم تصح في ذكه رواية فهو غير معلوم لنا، وما ورد في تحديده غير مقطوع به، ولا يعتمد عليه.