من علامات قيام الساعة طلوع الشمس من مغربها.. وهي علامة ظاهرة بينة يراها من حضرها وتكون قاطعة بمجيء اليوم الموعود ويوم توفى كل نفس ما عملت ويوم تجد كل نفس ما عملت محضرًا.
طلوع الشمس من مغربها:
والأدلة على أنها إحدى علامات الساعة الكبرى، وأن باب التوبة يغلق عند ظهورها كثيرة، من ذلك قوله تعالى: } يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا { (الأنعام:158)
وقد جاء في تفسيرها ما قاله الطبري: معنى الآية لا ينفع كافرا لم يكن آمن قبل الطلوع ايمان بعد الطلوع، ولا ينفع مؤمنا لم يكن عمل صالحا قبل الطلوع عمل صالح بعد الطلوع؛ لأن حكم الإيمان والعمل الصالح حينئذ حكم من آمن أو عمل عند الغرغرة وذلك لا يفيد شيء.
وروى البخاري و مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: ( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس؛ آمنوا أجمعون، فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ).
التوبة قبل طلوع الشمس من مغربها:
والدنيا دار امتحان من أخطا فيها فليبادر بالتوبة قبل أن يغر أو تطلع الشمس من مغربها فحينئذ لا تنفع توبة ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رفعه: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه. ولأبي داود والنسائي من حديث معاوية رفعه: لا تزال تقبل التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها. وسنده جيد. وأخرج أحمد والطبري والطبراني مرفوعا: لا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت طبع الله على كل قلب بما فيه، وكفي الناس العمل. وأخرج أحمد والدارمي وعبد بن حميد في تفسيره كلهم من طريق أبي هند عن معاوية رفعه: لا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها. وأخرج الطبري بسند جيد من طريق أبي الشعثاء عن ابن مسعود موقوفا: التوبة مفروضة ما لم تطلع الشمس من مغربها. وفي حديث صفوان بن عسال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن بالمغرب بابا مفتوحا للتوبة مسيرة سبعين سنة لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه. أخرجه الترمذي.
الدجال أولا أم طلوع الشمس؟
ولسائل ان يسأل كيف أن هناك أحاديث تبين أن طلوع الشمس من مغربها أول العلامات مع العلم أن الدجال يأتي قبلها كالتمهيد لقبر قيام يوم القيامة ..
ولقد أجاب العلماء على هذا فما رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: " حفظت من رسول الله حديثا لم أنسه بعد، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ) قال الحافظ ابن كثير في شرح الحديث: " أي: أن طلوع الشمس من مغربها على خلاف عادتها المألوفة أول الآيات السماوية". قالوا إنه بالتحقيق حسبما تفيده النصوص هو خروج الدجال قبل طلوع الشمس، وأما الأحاديث المفيدة أولية الشمس فمحمولة على أنها أول الآيات الغريبة العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي، وأما الدجال وعيسى فهما من جنس البشر، وهما دليل على قرب الساعة.