يرفض الكثيرون زواج الأقارب لاعتبارات كثيرة معظمها يرجع لما ينشأ عن زواج الأقارب من مشكلات عائلية واجتماعية تؤدي إلى الفرقة.. وهو ما يدعو النساء خاصة للبعد عن هذا الزواج.. والسؤال ما حكم الشرع في زواج الأقارب وماذا أفعل إن أعجبت بإحدى أقربائي لكنها ترفض لأجل هذا السبب فقط؟
الجواب:
تبين لجنة الفتوى بإسلام ويب أن زواج الأقارب قد أحله الله -تعالى- في كتابه، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ..... {الأحزاب:50}.
وتذكر أنه قد ثبت ذلك أيضًا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الفعلية، حيث تزوج عليه الصلاة والسلام من زينب بنت جحش -رضي الله عنها- وهي ابنة عمته، وزوَّج ابنته فاطمة -رضي الله عنها- بابن عمه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ولم يزل السلف يتزوجون ويزوِّجون من أقاربهم.
وتوضح لا يلزم أن يترتب على زواج الأقارب ما أشارت إليه بنت خالتك من العداوة، بل قد يكون ذلك سببا في متانة العلاقة عندما يجتمع النسب والمصاهرة، وهذا مرجُو مع ما ذكرت من الحال في عائلتكم من حسن العلاقة، وحصول المحبة بين أفرادها.
وتنصح السائل إن تيسر إقناعها بأمر الزواج، فالحمد لله، وإلا فدَعْها، وابحث عن غيرها، فقد يرزقك الله الزواج ممن هي خير منها، فإنك لا تدري أين الخير، ففوض أمرك إلى الله، فهو أعلم بعواقب الأمر، قال عز وجل: "وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"{البقرة:216}.
وتنبه إلى الحرص على اختيار المرأة الصالحة في الزواج، أي: ذات الدين والخُلُق، فذلك من أعظم أسباب نجاح الحياة الزوجية.