يبذل باحثون مساعي نحو تطوير حبوب من شأنها أن تخفف من حدة مرض كوفيد – 19 لدى المصابين حديثًا.

وقال الدكتور راجيش غاندي، خلال إفادة إعلامية لجمعية الأمراض المعدية الأمريكية: "نحن بحاجة إلى حبوب يمكن أن تبقي الناس خارج المستشفى، وحان وقت تطوير ذلك الآن".

وأضاف غاندي مدير الخدمات السريرية والتعليم الخاص بفيروس نقص المناعة البشرية في مستشفى ماساتشوستس العام ببوسطن، إن مثل هذا الدواء المضاد للفيروسات من شأنه أن يستهدف الفيروس المسبب لـ كوفيد -19 خلال مرحلته الأكثر نشاطًا في جسم الإنسان، وهو ما يسبق ظهور الأعراض على الأشخاص.

وتابع: "بناءً على كل ما لدينا من فهم من العام الماضي، كان الفيروس أكثر نشاطًا خلال تلك الفترة. قبل أن يمرض الناس مباشرة، خلال تلك الأيام القليلة الأولى حتى أسبوع، يحدث عندما يتكاثر الفيروس، ويصنع نسخًا من نفسه".

أدوية لمنع تطور المرض

وتابع غاندي: "أعتقد أن هناك حاجة إلى مضاد فيروسات فعال. ما نحتاجه الآن أكثر من أي شيء آخر هو دواء عن طريق الفم، حبة يمكن أن تمنع الأشخاص المصابين بمرض خفيف إلى متوسط من الإصابة بالمرض أكثر فأكثر".

وأوضح غاندي أن الجهود جارية لتطوير مثل هذا الدواء، وهناك آمال في أن يكون متاحًا قبل نهاية عام 2021.

ويتم تطوير عقار تجريبي استشهد به غاندي بواسطة شركة "فايزر"، وهو مثبط البروتياز مثل المستخدم في علاج فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد سي، خيث سيحد الدواء الجديد من إنتاج الجسم من الإنزيمات اللازمة لتكاثر الفيروس.

وقال غاندي وفقًا لوكالة "يو بي آي"، إن أدوية أخرى قيد التطوير تستهدف الفيروس نفسه، مما يعطل قدرته على التكاثر والانتشار.

القليل من الأدوية للعلاج

على الرغم من النجاح الثوري في تطوير لقاحات كوفيد – 19، هناك عدد قليل من خيارات العلاج الجيدة لمنع الأشخاص الذين أصيبوا للتو بـ كوفيد – 19 من التقدم نحو الأعراض الشديدة التي تتطلب دخول المستشفى.

قال غاندي إن الأجسام المضادة وحيدة النسيلة تظل هي العلاج الوحيد الذي ثبت أنه يمنع العدوى الخفيفة من أن تصبح خطيرة.

وأضاف: "نعتقد أن هذه الفوائد مهمة للأشخاص الذين يعانون في العيادات الخارجية من مرض خفيف إلى متوسط والمعرضين لخطر كبير للتقدم، لذلك أعتقد أننا يجب أن نستخدمها أكثر مما كنا عليه في الماضي لأن الأدلة أصبحت قوية".

لكن غاندي قال إن هناك عيوبًا للأجسام المضادة وحيدة النسيلة، لأنه يتم استخدامها عن طريق الوريد، مما يستبعد سهولة استخدامها على نطاق واسع، وهناك مخاوف من أن طفرات كوفيد – 19 الجديدة ستطور مقاومة للعلاج.

وقال غاندي في وقت مبكر من الوباء، إن الأطباء كانوا يأملون في العثور على دواء مضاد للفيروسات يكون فعالًا ضد كوفيد - 19، لكن حتى الآن فشلت هذه العلاجات في تحقيق النتائج.

وأضاف: "إذا استطعنا الحصول على عقار معاد استخدامه، دواء لدينا لسبب آخر، فسيكون ذلك أفضل، لكن حتى الآن لم تثبت حقيقة الأدوية المعاد استخدامها ضد الفيروس".

لذلك ، تتجه شركات الأدوية الآن إلى عوامل جديدة مضادة للفيروسات مثل عقار فايزر التجريبي.

وصرح الرئيس التنفيذي لشركة "فايزر"، ألبرت بورلا ، لشبكة CNBC في الأسبوع الماضي أن شركته تعمل على طرح الدواء عن طريق الفم في السوق بحلول نهاية العام.

اظهار أخبار متعلقة

المجموعات المضادة للفيروسات

وأشار غاندي أيضًا إلى أن شركة "ميرك" تقوم بتطوير مضاد للفيروسات عن طريق الفم، وهو مولنوبيرافير، حيث ستكون علاجًا منزليًا لمدة خمسة أيام من شأنه أن يوقف تقدم كوفيد - 19 لدى الأشخاص المصابين، وفقًا لصحيفة (International Business Times).

وقال غاندي إن شركة الأدوية السويسرية "روش" تختبر أيضًا مرشحًا ثالثًا مضادًا للفيروسات عن طريق الفم.

قال الدكتور أدارش بهيمراج، رئيس قسم الأمراض المعدية العصبية في قسم الأمراض المعدية في كليفلاند كلينك خلال إحاطة إعلامية، إن هذا النوع من الدعم المالي الذي يُعطى لتطوير لقاحات كوفيد - 19 مطلوب الآن للعثور على هذا النوع من الأدوية المضادة للفيروسات واختبارها بسهولة.

وأضاف إنه يجب على الباحثين أيضًا أن يكونوا منفتحين على إمكانية الجمع بين هذه الأدوية عن طريق الفم بطرق من شأنها أن تمنع مقاومة الأدوية، على غرار الكوكتيلات المستخدمة الآن للسيطرة على فيروس نقص المناعة البشرية.

وقال بهيمراج: "الخطوة التالية، بمجرد أن نبدأ في السيطرة على الوباء، هل يمكننا الحصول على توليفات من الأدوية المضادة للفيروسات التي يمكن أن تكون فعالة. كمجتمع، يجب أن نستثمر في دراسة الأدوية الأرخص، سهلة التصنيع، مجتمعة والتي من شأنها أن تكون فعالة في وقف العدوى في وقت مبكر أو حتى منع العدوى".

قال الخبراء إن هناك حاجة أيضًا إلى أدوية أفضل للأشخاص الذين تم نقلهم إلى المستشفى بسبب كوفيد -19.

قال غاندي إنه في تلك المرحلة من المرض، لن تحدث مضادات الفيروسات فرقًا كبيرًا لأن الالتهاب يسبب الأعراض الشديدة التي تتطلب تنفس صناعي.

وأضاف: "بمجرد دخول شخص ما إلى المستشفى، فإن أكثر الأدوية فعالية لدينا هو الديكساميثازون. إن التأكد من وجود إمدادات كافية من هذا الستيرويد، الذي يخفف الالتهاب، هو الأولوية القصوى بمجرد دخول شخص ما إلى المستشفى، إلى جانب الأكسجين".

التجارب السريرية
قال غاندي وبيمراج إن "ريمديسفير" هو الدواء الوحيد المضاد للفيروسات الذي تم عرضه لمساعدة مرضى كوفيد =19 في المستشفيات، لكن فوائده محدودة.

وتابع غاندي: "له تأثير على تقصير الوقت في المستشفى، وتقصير الوقت حتى يتعافى شخص ما، لكن لم يثبت أنه في الولايات المتحدة أو في أماكن أخرى لإنقاذ الأرواح. له فائدة، لكنه ليس دواءً تحويليًا".

وشدد على أنه يجب التحقيق في مجموعات من الأدوية المضادة للالتهابات المختلفة لتحسين علاج مرضى كوفيد -19 في المستشفيات.

حث غاندي وبيمراج، الناس على المشاركة في التجارب السريرية لهذه الأدوية الجديدة والعلاجات المركبة. واستشهدا بالتجارب السريرية على عقار فلوفوكسامين المضاد للاكتئاب كمثال.

وأظهر العقار بعض النتائج الواعدة في دراسات صغيرة أنه يمكن أن يمنع تطور الحالات الخفيفة من كوفيد – 19، ولكن قوبل ببعض الشك.

قال غاندي: "أنا سعيد حقًا بوجود المرحلة الثالثة من التجربة النهائية التي تكون كبيرة بما يكفي لتوضيح هل يعمل فلوفوكسامين أم لا. أود أن أسارع لإخبار الناس بالمشاركة في تلك الدراسات، لأن هذا هو المكان الذي نحصل فيه على إجابة".

وتابع غاندي: "هذا هو درس العام الماضي بأكمله. يجب أن نحصل على إجابة عادلة ونهائية قبل أن نبدأ في استخدام العلاجات. استخدمنا علاجات في مارس الماضي تبين أنها غير فعالة. لا يمكننا فعل ذلك مرة أخرى".