توصلت دراسة حديثة إلى أنه يمكن لنمط الحياة الصحي أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف، حتى بين أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي من التدهور المعرفي.

وقال الباحثون خلال مؤتمر علم الأوبئة والوقاية ونمط الحياة وصحة القلب والأوعية الدموية الذي نظمته جمعية القلب الأمريكية، إن هذا يشمل تناول نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام وعدم التدخين أو شرب الكحول للإفراط في تناول عادات النوم والحفاظ على وزن صحي.

وأظهرت النتائج، أن البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و 73 عامًا والذين يتبنون ثلاثة سلوكيات على الأقل يمكن أن يقللوا من خطر الإصابة بالخرف بنسبة 30 في المائة.

والذين لديهم تاريخ عائلي من الخرف والذين اتبعوا ما لا يقل عن ثلاثة من السلوكيات تراجع لديهم خطر الإصابة بهذه الحالة بنسبة تتراوح ما بين لديهم 25 في المائة إلى 35 في المائة، مقارنة مع أولئك الذين اتبعوا اثنين أو أقل، وفقًا للنتائج التي نشرتها لوكالة "يو بي آي".

وقالت أنجليك بريلينثين، المؤلفة المشاركة في الدراسة، في بيان صحفي: "عندما ينتشر الخرف في الأسرة، فإن العوامل الوراثية وغير الجينية، مثل الأنماط الغذائية والنشاط البدني وحالة التدخين، تؤثر على المخاطر الإجمالية للفرد".

اظهار أخبار متعلقة

ومع ذلك، تشير النتائج إلى أنه "قد تكون هناك فرص لتقليل المخاطر من خلال معالجة تلك العوامل غير الجينية"، كما قال بريلينثين، الأستاذ المساعد في علم الحركة بجامعة ولاية أيوا.

وفقًا لجمعية الزهايمر، فإن وجود قريب مصاب بالخرف، مثل أحد الوالدين أو الأشقاء، يمكن أن يزيد من خطر إصابة الشخص بالمرض بنسبة 75 في المائة تقريبًا، مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم تاريخ عائلي.

قالت بريلينثين وزملاؤها، إن التقدم في السن وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والسكري من النوع الثاني والاكتئاب يمكن أن يزيد أيضًا من خطر إصابة الشخص بهذه الحالة.

في الدراسة، حلل الباحثون المعلومات الصحية لأكثر من 302 ألف بالغ تتراوح أعمارهم بين 50 و73 عامًا كانوا خاليين من الخرف في بداية الدراسة، وملأوا استبيانات حول تاريخ صحة الأسرة وعادات نمط الحياة.

اتباع نظام غذائي صحي

تم إعطاء المشاركين نقطة واحدة لكل من سلوكيات نمط الحياة الصحية الستة التي اتبعوها. وشملت هذه اتباع نظام غذائي صحي مع المزيد من الفواكه والخضروات وتقليل اللحوم المصنعة والحبوب المكررة.

كما شملت إرشادات التمرين الوطنية الانخراط في 150 دقيقة أو أكثر من النشاط البدني المعتدل إلى القوي كل أسبوع ؛ والنوم من 6 إلى 9 ساعات كل يوم.

وحصلوا على نقطة واحدة لشرب الكحول باعتدال وعدم التدخين وعدم السمنة.
ثم تمت مراقبة صحة المشاركين لمدة ثماني سنوات في المتوسط. وأظهرت النتائج أن ما يقرب من 1700 أو 0.6 في المائة من المشاركين أصيبوا بالخرف خلال تلك الفترة. والذين لديهم تاريخ عائلي من الخرف لديهم خطر أعلى بنسبة 70 في المائة تقريبًا للإصابة بالخرف مقارنةً بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك.

وأدى اتباع جميع سلوكيات نمط الحياة الصحية الستة إلى تقليل خطر إصابة المشاركين بالخرف بمقدار النصف تقريبًا، مقارنةً بأولئك الذين اتبعوا سلوكين صحيين أو أقل.

تشير النتائج إلى أن البدء بتغييرات صغيرة، مثل الانخراط في ثلاثة أنماط حياة صحية على الأقل أو أكثر، يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر إصابة الشخص بالخرف، وفقًا للباحثين.

وقال الدكتور ميتشل إس في إلكيند، أستاذ علم الأعصاب وعلم الأوبئة في جامعة كولومبيا، ورئيس جمعية القلب الأمريكية في بيان صحفي: "تقدم هذه الدراسة دليلاً هامًا على أن نمط الحياة الصحي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على صحة الدماغ".