قال باحثون، إن تضخم البروستاتا قد لايزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، بل إنه قد يوفر الحماية للرجال من الإصابة به.

وأضاف الباحث الرئيسي، الدكتور كيران ناندالور، نائب رئيس قسم الأشعة التشخيصية والتصوير الجزيئي في مستشفى "بومونت" بولاية ميشيجان الأمريكية: "غالبًا ما يشعر الرجال بالقلق من سرطان البروستاتا، لأنه ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعًا لدى الرجال، مع قلق البعض من أن تضخم البروستاتا الحميد يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا".

واستدرك: "أظهرت بعض الدراسات السابقة أن تضخم البروستاتا الحميد قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، بالنظر إلى القوى الدافعة المشتركة مثل الجينات والهرمونات والالتهابات. يجب أن تخفف دراستنا من مخاوفهم، لأن تضخم البروستاتا الحميد قد يقلل من احتمالات الإصابة بسرطان البروستاتا".

ويعتبر تضخم البروستاتا الحميد شائعًا لدى الرجال المتقدمين في السن ويمكن أن يسبب الحاجة المتكررة للتبول، غالبًا في الليل، أو ضعف تدفق البول، وذلك لأن الجزء المركزي من البروستاتا يتضخم ويمكن أن يمنع البول من مغادرة المثانة.

وأوضح ناندالور، أنه من المثير للدهشة أنه مع استمرار تضخم البروستاتا، تقل احتمالات الإصابة بسرطان البروستاتا.

وتابع: "علاوة على ذلك، فإن تضخم البروستاتا الحميد يقلل من احتمالات ليس فقط بؤرة واحدة للسرطان، ولكن أيضًا في أكثر من موقع واحد. وبناءً على هذه النتائج، قد ينتج تضخم البروستاتا الحميد ضغطًا ميكانيكيًا في جميع أنحاء الغدة، مما يثبط نمو السرطان ويقلل من احتمالات الإصابة بسرطان البروستاتا".

وخلال الدراسة التي نُشرت هذا الشهر في مجلة (The Prostate)، جمع الباحثون، بيانات عن 405 رجال مصابين بتضخم البروستاتا الحميد وبحثوا عن أدلة على وجود سرطان البروستاتا في التصوير بالرنين المغناطيسي لنسيج البروستاتا.

اقرأ أيضا:

الفول السوداني يحسن الذاكرة في 4 أشهر فقط

ووجد الباحثون أنه مع زيادة حجم البروستاتا، انخفض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. وأشاروا إلى أنه مقابل كل زيادة بمقدار سنتيمتر مكعب واحد في حجم البروستاتا، انخفض خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنحو 3 في المائة.

وقال ناندالور: "حجم الغدة المركزية من تضخم البروستاتا الحميد قد يساعد في تصنيف المخاطر لمرضى سرطان البروستاتا".

وأضاف: "حاليًا، يتم تصنيف مرضى سرطان البروستاتا إلى مخاطر منخفضة ومتوسطة وعالية، مع عدم أخذ مساهمات الغدة المركزية في الاعتبار. في المستقبل، قد تكون درجة تضخم البروستاتا الحميد كما تم قياسها في التصوير بالرنين المغناطيسي للبروستاتا أيضًا مساهمة للمساعدة في تحديد التشخيص والمسار".

وبعض أدوية تضخم البروستاتا الحميد شائعة الاستخدام، بما فيها "فيناسترايد"، التي يتم بيعها باسم "بروسكار" تقلل من حجم البروستاتا، لكن هناك تحذير من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لسلامة الأدوية من أنها قد تزيد من النمو السرطاني.

وأشار ناندالور إلى خطر الإصابة بسرطان البروستاتا عالي الدرجة. وقال: "توصلت دراستنا إلى تفسير محتمل للنتائج، حيث إن تقليل حجم البروستاتا باستخدام هذه الأدوية قد يؤدي إلى انخفاض الضغط في جميع أنحاء الغدة وربما يسمح للسرطان بالنمو. هذه أدوية مفيدة جدًا لعلاج تضخم البروستاتا الحميد، ولكن يجب توخي الحذر".

قال الدكتور أنتوني داميكو، أستاذ علاج الأورام بالإشعاع في كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن، إنه سيأخذ نتائج الدراسة هذه بحذر.

وأضاف: "سأتعامل مع هذا بحذر شديد". وأوضح أن هذه النتائج يمكن أن تنتج لأن تضخم البروستاتا الحميد يجعل اكتشاف السرطان بالخزعة أكثر صعوبة.

مع ذلك، أشار إلى أن النتائج قد يكون لها تفسير بيولوجي، لافتًا إلى أنه "إذا كان لديك تضخم البروستاتا الحميد، فهذا يتنافس مع سرطان البروستاتا على عامل النمو، فربما يعاني سرطان البروستاتا من عيوب النمو. هذه فرضية بيولوجية، لكن لم يتم إثباتها".

وينصح داميكو الرجال المصابين بتضخم البروستاتا الحميد بإجراء تصوير بالرنين المغناطيسي وخزعة (استئصال جراء من نسيج أو عينة من خلايا الجسم) للتأكد من عدم وجود سرطان.