أوصت منظمة الصحة العالمية بتوزيع لقاح الملاريا الأول من نوعه في العالم في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وفي المناطق الأخرى التي تشهد مستويات متوسطة إلى عالية من العدوى.

ويعمل لقاح "آر تي أس، أس" الذي طورته شركة (جلاكسو سميث كلاين) ضد طفيلي ينقله البعوض، ويعد أكثر الطفيليات فتكًا في العالم والأكثر انتشارًا في إفريقيا.

ويعد اللقاح بارقة أمل بالنسبة لإفريقيا حيث تقتل الملاريا أكثر من 260 ألف طفل دون سن الخامسة كل عام، ولا سيما مع تزايد المخاوف من مقاومة الملاريا للأدوية.

ويتطلب الحصول على أربع جرعات للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة أشهر وما فوق. إذ تقول الشركة المنتجة له إنه عندما يتم إعطاؤه مع الأدوية الموسمية المضادة للملاريا، فإنه يقلل من حالات العدوى، والاستشفاء والوفاة بنسبة 70 في المائة.

وتسلم اللقاح بالفعل أكثر من 800 ألف طفل من خلال برنامج تجريبي في جميع أنحاء غانا وكينيا وملاوي.

آمن وفعال

وأوصت منظمة الصحة العالمية بتوزيع اللقاح على الأطفال في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفي مناطق أخرى تشهد مستويات معتدلة إلى عالية من عدوى الملاريا.

وقالت المنظمة إن النتائج تظهر أن اللقاح آمن وفعال، ويمكن توصيله إلى المناطق الريفية في القارة.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ، الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، خلال مؤتمر صحفي الأربعاء: "هذه لحظة تاريخية، لقاح الملاريا الذي طال انتظاره للأطفال هو تقدم علمي ولصحة الطفل ولمكافحة الملاريا. إن استخدام هذا اللقاح بالإضافة إلى الأدوات المتوافرة للوقاية من الملاريا يمكن أن ينقذ عشرات الآلاف من الأرواح الصغيرة كل عام".

والملاريا مرض خطير تسببه غالبًا طفيلي يصيب عادة بعوض الأنوفيلة، والذي بدوره ينقل المرض إلى البشر. يمكن أيضًا أن ينتقل - وإن كان بوتيرة أقل - من خلال نقل الدم أو زرع الأعضاء أو باستخدام الإبر الملوثة.

والمصابون بالملاريا غالبًا ما تظهر عليهم أعراض شبيهة بالإنفلونزا، مثل الحمى والصداع والقشعريرة وآلام العضلات والغثيان والقيء.

ويموت حوالي 400 ألف شخص من الملاريا على مستوى العالم كل عام، والأطفال دون سن الخامسة أكثر عرضة للإصابة بها. المرض يودي بحياة طفل كل دقيقتين.

اقرأ أيضا:

الفول السوداني يحسن الذاكرة في 4 أشهر فقط

ينقذ ملايين الأرواح

تشير التقديرات إلى أن اللقاح ، الذي تم تصنيعه منذ ثلاثة عقود ، يمكن أن ينقذ "الملايين" من الأرواح.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن الحصول على اللقاح يؤدي إلى تراجع الإصابة بالملاريا الشديدة القاتلة بنسبة 30 في المائة.

وقال توماس بروير، كبير مسؤولي الصحة العالمية في الشركة المنتجة للقاح، في بيان: "هذا القرار التاريخي الذي طال انتظاره يمكن أن يعيد تنشيط مكافحة الملاريا في المنطقة في وقت توقف فيه التقدم في مكافحة الملاريا".

ومنذ عام 2019، بدأت ثلاثة بلدان في إفريقيا جنوب الصحراء هي غانا وكينيا وملاوي في استخدام اللقاح في مناطق مختارة حيث يكون انتقال الملاريا معتدلًا إلى شديدًا.

وبعد عامين من بدء أول اختبار على أرض الواقع لهذا اللقاح في العالم، أمكن إعطاء 2,3 مليون جرعة منه. وتبرعت الشركة بـ 10 ملايين جرعة، كما التزمت بتوفير ما يصل إلى 15 مليون جرعة سنويًا بما لا يزيد عن 5في المائة فوق تكلفة الإنتاج.