عزيزي الزوج، إياك أن تعاير زوجتك يومًا أنها من بدأتك بالإعجاب، فقد تبدأ المرأة بالإعجاب برجل، وتتمنى الزواج منه، إلا أن يضرها نفسيًا جدًا أن تواجهها بهذه الحقيقة، فكن آدميًا وإنسانًا ولا تجرح مشاعرها، فقد يكون الأمر بالنسبة لك مجرد دعابة، لكن بالنسبة لها كرامة وحياء وخجل.

وهذا نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهو خير البشر على الإطلاق، سعت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، لأن تتزوج به، وكان بالتأكيد ذلك قبل البعثة النبوية، إلا أنه أبدًا لم يلفظ قولاً واحدًا حيال هذا الأمر حتى بعد وفاتها بل كان دائمًا يذكرها بخير.

فقد كان النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، شديد الوفاء للسيدة خديجة، وهي التي كان يقول عنها: "إني رزقت حبها"، إذ كانت سيدة أعمال قبل أن تتزوج منه، وكان يتاجر في أموالها فـأعجبتها أمانته وصدقه، فعرضت نفسها للزواج منه، إلا أن ذلك لم يقلل منها على الإطلاق.

أسس الزواج

المتعارف عليه في الإسلام، أن الرجل هو من يعجب بالمرأة، ويتقدم لخطبتها، لكن ماذا لو حدث العكس؟.

الإسلام لم يمنع المرأة على الإطلاق من أن تتقدم هي وتخطب لنفسها، والدليل خديجة رضي الله عنها، وهي أم المؤمنين وأخير النساء، خطبت لنفسها خير الآنام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن ثابت البناني قال : كنت عند أنس بن مالك وعنده ابنة له قال أنس : جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها ، قالت : يا رسول الله ألك بي حاجة ؟ فقالت بنت أنس : ما أقل حياءها ، وا سوأتاه ، وا سوأتاه ، قال : هي خير منكِ ، رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت عليه نفسها، وفي ذلك يوضح العلماء أن جملة " هي خير منكِ " دليل على جواز عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح ، وتعريفه رغبتها فيه لصلاحه وفضله ، أو لعلمه وشرفه ، أو لخصلة من خصال الدين .

اقرأ أيضا:

حسن الخلق عنوان شخصية المسلم ..أجر عظيم وثقل في الميزان

التلميح للزواج

لكن ربما كان الأفضل للمرأة أن تلمح، لا أن تكون مباشرة في طلب الزواج من الرجل، حفظًا لكرامتها ومكانتها بين الناس، ويمكن الاستدلال بما فعلته إحدى المرأتين حين قالت لأبيها سيدنا شعيب عليه السلام، عن نبي الله موسى عليه السلام : « قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ» (القصص/26 ).

فكأنها اختارته لنفسها، لكن لم تبح بذلك صراحة، فكانت النتيجة أن طلبه أبوها للزواج من بإحدى ابنتيه، وعند غالبية العلماء، كانت الزوجة المختارة هي المرأة التي قالت لأبيها (استأجره)، ومن ثم على الرجل تقدير المرأة حتى وإن بدأت هي بالخطبة منه، وعلى المرأة أيضًا أن تكون ذكية في اختيار شريك حياتها، وفي كيفية الوقوع به.