يقول بعض الحكماء: بعض المقاربة حزم، وكل المقاربة عجز، كالخشبة المنصوبة في الشمس تمال فيزيد ظلها، ويفرط في الإمالة فينقص الظل.

حكم وفوائد:

1-من أمثال العرب في هذا: «لا تكن حلوا فتبلع، ولا مرا فتلفظ.
 2-وقال كسرى أبرويز لابنه: اجعل لاقتصادك السلطان على إفراطك، فإنك إذا قدرت الأمور على ذلك وزنتها بميزان الحكمة وقومتها تقويم الثقاف، ولم تجعل للندامة سلطانا على الحلم.
3- وقال حكيم العرب أكثم بن صيفي: الانقباض من الناس مكسبة للعداوة، وإفراط الأنس مكسبة لقرناء السوء.
4- وقال الحسن البصري: تشبه زياد بن أبيه بالفاروق عمر وأفرط، وتشبه الحجاج بزياد فأهلك الناس.
5- وقال الحكماء: فضل الأدب في غير دين مهلكة.. وفضل الرأي إذا لم يستعمل في رضوان الله .. ومنفعة الناس قائد إلى الذنوب، والحفظ الزاكي الواعي لغير العلم النافع مضر بالعمل الصالح، والعقل غير المورع عن الذنوب خازن الشيطان.
6- وقيل لبعض الحكماء: متى يكون الأدب شرا من عدمه؟ قال: إذا كبر الأدب ونقص العقل. وكانوا يكرهون أن يزيد منطق الرجل على عقله.
7- ويقال: من لم يكن عقله أغلب خصال الخير عليه كان حتفه في أغلب خصال الخير عليه.
8- وقال سليمان بن عبد الملك: زيادة منطق على عقل خدعة، وزيادة عقل على منطق هجنة، وأحسن من ذاك ما زين بعضه بعضا.
9- وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: رحم الله امرأ أمسك فضل القول وقدم فضل العمل.
10- ونزل المنذر بن المنذر في كتيبة موضعا، فقال له رجل: أبيت اللعن إن ذبح رجل هاهنا، إلى أي موضع يبلغ دمه من هذه الرابية؟ فقال المنذر: المذبوح والله أنت، ولأنظرن أين يبلغ دمك، فقال رجل ممن حضر: «رب كلمة تقول لصاحبها دعني» .
11- وقال زياد بن أبيه على المنبر: إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يقطع بها ذَنَبَ ماعز ولو بلغت إمامه سفكت دمه.
12- وقال أكثم بن صيفي: مقتل الرجل بين فكيه... وقال الأحنف: حتف الرجل مخبوء تحت لسانه.

اقرأ أيضا:

لا تستهن بارتكاب الخطيئة.. بكاء آدم على ذنبه يعادل بكاء أهل الأرض