حذرت دراسة بريطانية من ارتفاع خطر الإصابة بالأزمة القلبية والسكتات الدماغية خلال الأشهر الأربعة التالية من التعرض لنوبة النقرس.

وبحسب الدراسة التي نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية "جاما"، فإن مرضى النقرس الذين أصيبوا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية كانوا أكثر عرضة بمرتين للإصابة بنوبة النقرس في غضون 60 يومًا قبل إصابتهم، وأكثر عرضة مرة ونصف للإصابة بالنقرس في السابق، خلال فترة تتراوح ما بين 61 إلى 120 يومًا.

والنقرس هو نوع من التهاب المفاصل، يصيب غالبًا مفصل إصبع القدم الكبير، وتظهر نوبات النقرس بشكل مفاجئ، ويمكن أن تستمر لأيام أو أسابيع، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة. ويتبع النوبات فترات طويلة من الهدوء، وأحيانًا ما تصل إلى سنوات قبل أن تبدأ نوبة أخرى.

كيف تحدث الإصابة بالنقرس؟ 

وفقًا لـ "عيادة كليفلاند"، يحدث النقرس عندما يخرج حمض اليوريك الزائد من مجرى الدم، ويشكل بلورات بول على شكل إبرة ويستقر في أجزاء أخرى من الجسم، وخاصة المفاصل، مما يسبب التهابًا شديدًا.

ومن المحتمل أن تكون العوامل الوراثية هي السبب، والإفراط في تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البيورينات، مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية والكحول التي تتحلل إلى حمض اليوريك، يمكن أن تسبب نوبات النقرس.

وقال باحثون بريطانيون، إن الالتهاب هو أيضًا عامل خطر للإصابة بأزمة قلبية وسكتة دماغية، إذ تتزايد لدى الأشخاص المصابين بالنقرس عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

لكنهم قالوا إنه لا توجد دراسات سابقة حول ما إذا كانت نوبات النقرس مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتة الدماغية.

وقال أبهيشيك أبهيشيك، المؤلف الرئيسي للدراسة: "يجب إخضاع الأشخاص الذين يعانون من نوبات النقرس المتكررة للعلاج طويل الأمد باستخدام علاجات خفض البولي مثل الوبيورينول"، وهي طريقة موثوقة لإزالة رواسب بلورات اليورات وتجنب التوهجات.

وأضاف أبهيشيك، أستاذ أمراض الروماتيزم في كلية الطب بجامعة نوتنجهام بإنجلترا، أن مرضى النقرس "يجب أن يأخذوا في الاعتبار العلاج المتزامن مع الأدوية المضادة للالتهابات مثل الكولشيسين في الأشهر القليلة الأولى لأن علاجات خفض اليورات قد تؤدي إلى حدوث نوبات النقرس على المدى القصير".

اقرأ أيضا:

دراسة: الأجسام الأكثر لياقة تمتلك عقولاً أصغر سنًا

أسلوب حياة صحي

وأوضح أنه يجب "تشجيع الأشخاص المصابين بالنقرس على اتباع أسلوب حياة صحي" والحصول على العلاج المناسب لحالات مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والسمنة ومرض السكري "لتقليل مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتة الدماغية.

واستندت النتائج إلى دراسة شملت 62 ألفًا و574 مريضًا يعانون من النقرس خضعوا للعلاج في مستشفات هيئة الرعاية الصحية بإنجلترا. ومن بين هؤلاء، أصيب 10 آلاف و475 بأزمة قلبية أو سكتة دماغية بعد تشخيص الإصابة بالنقرس.

وقال البيان إن "الباحثين قيموا العلاقة بين الأزمات القلبية والسكتات الدماغية ونوبات النقرس الأخيرة، وأجروا تعديلات "للأمراض المصاحبة والحرمان الاجتماعي والاقتصادي وعوامل نمط الحياة والأدوية الموصوفة من بين أشياء أخرى".

ووجدت الدراسة أن الاحتمالات والمعدلات المتزايدة استمرت عندما تم استبعاد الأشخاص الذين سبق أن أصيبوا بأمراض القلب أو السكتة الدماغية قبل تشخيص النقرس، وعند النظر في فترات التعرض الأقصر قبل الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية.

وبحسب الباحثين، فإن مرضى النقرس الذين ماتوا بسبب أزمة قلبية أو سكتة دماغية عانوا من احتمالات الإصابة بنوبة النقرس، أكثر أربعة أضعاف خلال الـ 60 يومًا السابقة، وأكثر من ضعف احتمال الإصابة بالنقرس خلال الفترة الممتدة من 61 إلى 120 يومًا.