أخبار

من لزم هذا الأمر فى يومه .. رزقه الله من حيث لا يحتسب

العادات العشر الداعمة للعلاقات .. تعرف عليها

جدد إيمانك.. الأدلة العقلية على وجود الله.. بنظرية رياضية استحالة وجود الكون بالصدفة

احرص على هذه العبادات .. تسعد في دنياك وأخراك

ليست الكهف وحدها..8 سور يستحب قراءتها أو سماعها يوم الجمعة لها فضل عظيم

الصلاة على رسولنا المصطفى يوم الجمعة.. فضلها وعددها وصيغها ووقتها

فضائل التبكير إلى صلاة الجمعة.. أعظمها رقم (6)

أفضل ما تدعو به وأنت ذاهب لصلاة الجمعة

احرص على هذا الأمر في صلاة الجمعة يقربك من الجنة!

فضل اغتسال يوم الجمعة خاص بالمتزوجين فقط .. هل هذا صحيح؟

سورة الماعون .. دلالات تربوية رائعة .. أسباب نزولها مثيرة

بقلم | علي الكومي | الخميس 11 ابريل 2019 - 06:07 م

القرآن الكريم أنزله الله رحمة لعباده ؛ فشمل الأمر بكل ما هو خير ومعروف ؛ ونهى عن كل شيء سييء وخبيث ، كما اهتم القرآن الكريم بحقوق الأيتام والمساكين ، مشددا علي وجوب حسن معاملتهم بالمعروف .

وفي هذا السياق جاء نزول الماعون وهي سورة من قصار السور في جزء "عم " التي تحدثت عن حق الأيتام والمساكين ؛ كما تحدث فيها المولى عزوجل عن عقوبة الذين يُهملون في إقامة الصلاة .

آيات الماعون رسمت صورة رائعة عن ما ينتظر عن عقوبة الإهمال في أداء الصلاة وحددت له عدة صفات كما جاء في قوله تعالي : " أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ .

أسباب نزول هذه السورة كانت محل خلاف حيث قالا الكلبي ومقاتل أنها قد نزلت في شخص يُدعى العاص بن وائل السهمي ،

ولكن هناك رواية أخري للأمر سردهابن جريج تؤكد أن سبب نزول سورة الماعون أن أبو سفيان بن حرب كان يقوم بالنحر كل أسبوع ؛ وإذا أتاه يتيم ليطلب منه شيئًا من الطعام ؛ فكان ينهره ويُبعده بعصا ؛ لذلك ورد بالسورة قوله تعالى " أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ " .

سورة الماعون نزلت كما يعتقد لتوصيل رسائل مهمة ؛ لتؤكد أن الدين الإسلامي هو دين الرحمة والتقوى ؛ حيث أمر الله سبحانه وتعالى برحمة اليتيم والرفق بالمسكين ؛ كما حذر الله تعالى من الغفلة في إقامة الصلاة .

ففي قوله تعالي "أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ" ؛ وهو يشير إلى الذين يكذبون بيوم البعث والحساب ؛ حيث أن هؤلاء لايؤمنون بما أنزله الله تعالى على رسله ، ثم يقول تعالى "فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ " ؛ ويوضح الله أن هؤلاء الذين كذبوا بدين الله ؛ هم الذين ينهرون الأيتام بكل عنف وقسوة ؛ حيث قد اُنتزعت كل الرحمة من قلوبهم.

الآية الثالثة تضمنت قوله تعالى "وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ" ؛ فمن يدع اليتم لا يحض كذلك غيره على إطعام المساكين ؛ لأنه كان من الأولى به أن يفعل ذلك بنفسه ؛ لكنه لا يفكر في أمر هؤلاء المساكين الذين يحتاجون إلى العطف والحنان .

الله تعالى حذر فيما بعد هؤلاء المصلين الملتزمين في صلاتهم في قوله تعالى " فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ" ؛ وقد يبدو الأمرعجيبًا من إنذار المصلين بالويل ؛ ولكن الآية التالية توضح سبب ذلك الإنذاروالوعيد ؛ حيث يقول الله تعالى " الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ " ؛ أي هؤلاء المصلين الذين يُضيعون وقت الصلاة ولا يلتزمون بها في وقتها المحدد ؛ وذلك لعدم اهتمامهم بأوامر الله سبحانه وتعالى فيما يتعلق بفريضة الصلاة .

الآية التالية أشارت كما جاء في قوله تعالى " الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ " ؛ ويقصد هنا أنهم يقومون بعمل الأشياء من أجل رئاء الناس ونفاقهم ؛ ولا يقومون بعمل ذلك من أجل الله .

 الآية الأخيرة خصت هذا النوع من البشر الذين يمنعون العطايا البسيطة مثل الدلو والإناء أول ما يشابهها في قوله تعالى " وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ "، ؛ ، ليوضح مدى حرصهم على عدم العطاء ؛ حيث لا يمنحون غيرهم تلك الأشياء البسيطة التي جرت العادة بالسماح بإعطائها وتداولها بين الناس ؛ مما يجعلهم لا يمنحون أي شيء .

سورة الماعون قدمت دروسًا إنسانية وشرعية عظيمة ، ولابد على كل مؤمن أن ينتبه إليها ؛ حتى لا يقع فريسة لأعمال عنيفة ومُحرمة يعاقب عليها يوم لا ينفع مال ولا بنون .


تأملات في سورة الماعون


لاشك أن جميع سور القرآن تحتاج منا وقفة لتدبرها جيدًا، وبالتالي فإن سورة الماعون تحتاج منا إلى تأمل وتدبر، قال تعالى: « أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ » (الماعون: 1 - 7).

- قوله تعالى: « أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ » أي: أرأيت يا محمد الذي لا يصدق بالجزاء وما فيه من ثواب وعقاب، وقيل: إنه عام لكل من يتوجه إليه الخطاب، وهؤلاء هم الذين ينكرون البعث، « وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ » (الواقعة: 47)، ويقول القائل منهم: « قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ » (يس: 78).

- قوله تعالى: « فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ » أي الذي يقهر اليتيم، ويظلمه حقه، ولا يطعمه، ولا يحسن إليه، واليتيم هو الذي مات أبوه، وهو دون سن البلوغ، ذكرًا كان أو أنثى.

- قوله تعالى: « وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ » أي لا يأمر به من أجل بخله، أو تكذيبه بالجزاء، كما في قوله تعالى: « كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين » (الفجر: 17-18).

- قوله تعالى: « فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ » فويل: أي عذاب لهم، قال بعض المفسرين: هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها، فلا يصلونها إلا بعد خروج الوقت.. وقد روى أبو يعلى في مسنده من حديث مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص قال: قلت لأبي: يا أبتاه أرأيت قوله تبارك وتعالى : « الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ » (الماعون: 5)، أينا لا يسهو؟ أينا لا يحدث نفسه؟! قال: ليس ذاك، إنما إضاعة الوقت يلهو حتى يضيع الوقت.

- قوله تعالى: « الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ » (الماعون: 6- 7)، أي لا أحسنوا عبادة ربهم بإخلاص العبادة له، ولا أحسنوا إلى خلقه، حتى ولا بإعارة ما ينتفع به، ويستعان به مع بقاء عينه ورجوعه إليهم كالإناء، والدلو، والفأس، فهؤلاء؛ لمنع الزكاة وأنواع القربات أولى.


الكلمات المفتاحية

تأملات في سورة الماعون سورة الماعون عقوبة إهمال الصلاة

موضوعات ذات صلة

الأكثر قراءة

amrkhaled

amrkhaled القرآن الكريم أنزله الله رحمة لعباده ؛ فشمل الأمر بكل ما هو خير ومعروف ؛ ونهى عن كل شيء سييء وخبيث ، كما اهتم القرآن الكريم بحقوق الأيتام والمساكين ، مشددا علي وجوب حسن معاملتهم بالمعروف .