من الأمور المهمة التي يلزم بياناها للأطفال عن صفات الله عز وجل أنه سبحانه وتعالى لا مثيل له، ولا شبيه، وليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وبهذا يترسخ للأطفال صغارا بأن الله تعالى له صفات تختلف عن صفات البشر.
نزول الله إلى سماء الدنيا:
وهنك شبهة يرددها البعض وقد يكوم معذورا فيها بأن الله تعالى ورد أن ينزل إلى سماء الدنيا وان هذا النزول يشبه صفات الشبر فكيف نفهم هذا.. والصواب أن الله تعالى ينزل كما في الحديث "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له " لكن ما ينبغي ان يعلم هو أن نزوله سبحانه وتعالى بصورة وكيفية لا يعلمها البشر ولا تشبه نزول المخلوقين نزولا يليق به سبحانه وتعالى فإذا أخبر الله تعالى عن نزوله فإن المؤمن يؤمن بأنه ينزل، لكن هذا النزول لا يشبه نزول الناس، بل نزوله يحصل بكيفية لا نعلمها، ولا يمكن للبشر إدراكها.
الفرق بين التجلي والنزول
وهناك فرق بين التجلي والنزول فالتجلي هو الظهور، ومعناه: الظهور للعيان. قال تعالى قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنْ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنْ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً [الأعراف: 143]"قال الربيع بن أنس: فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا وذلك أن الجبل حين كشف الغطاء ورأى النور، صار مثل دك من الدكاك. وقال بعضهم: جعله دكا أي: فتته.
وقال مجاهد في قوله: ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فإنه أكبر منك وأشد خلقا، فلما تجلى ربه للجبل فنظر إلى الجبل لا يتمالك، وأقبل الجبل فدك على أوله، ورأى موسى ما يصنع الجبل، فخر صعقا.
وقال عكرمة: جعله دكا قال: نظر الله إلى الجبل، فصار صحراء ترابا. " انتهى، من "تفسير ابن كثير" (3/471). وينظر: "تفسير الطبري" (13/97) وما بعدها.
وينظر أيضا: "صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة"، علوي السقاف: (92).
وأمَّا النزول، فنحن نؤمن أن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، كما تواترت بذلك الأحاديث، وهو نزول يليق بجلاله سبحانه، لا نستطيع أن نكيفه أو نتصوره، وليس هو كنزول المخلوق بالانتقال من مكان إلى مكان، بحيث يكون شيء فوقه، بل ينزل إلى السماء الدنيا، وهو على عرشه، وفوق جميع خلقه، فلا يكون شيء فوقه.
وهذا مغاير لنزول المخلوق، ولا يمكن للعبد تخيله، وليس له أن يتوهم أو يتخيل؛ فهو سبحانه "لا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأفهام" كما قال سبحانه: (وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا) طه/110.